دروس

أحاول تناول قضايا تصل من قرّاء هذه الزاوية، وما لا يتاح اليوم يمكن أن يكون موضوعاً ساخناً ليوم آخر، مع الأخذ في الاعتبار الذاكرة “المخرومة” وسطح المكتب الفائض، وأحوالنا مع “الإنترنت” وأجهزة الكومبيوتر.
الخط الأحمر بالنسبة للكاتب هو ألا يتحول إلى “عرضحالجي”، كتابة زاوية يومية ليست حصة إنشاء وتعبير عن يوم ممطر! وأحاول الموازنة بين ما يريد الكاتب طرحه وما يلح القرّاء بضرورة الكتابة عنه، وأرد على رسائل بالتذكير بأن هناك صفحات متخصصة في صحيفة “الحياة” تعنى بهذا الشأن أو ذاك.
 كان صاحب القلم في السابق يكتب بيد واحدة ويقول “اليد الواحدة لا تصفق”، فكيف به الآن وهو يكتب بيديه الاثنتين! هذه المقدمة ضرورية واعتذارية أيضاً من بعض القراء.
وقبل فترة حدثت مشكلة في عرض اللغة العربية على بعض مواقع البريد الإلكتروني، فأصبح المستخدم يضطر إلى “ترميز” كل رسالة وحدها حتى يتمكن من قراءتها، الغث والسمين منها، و”الإيميل” فيه الصالح والطالح، ولأن أكثر ما يصلني من القرّاء عن طريق البريد الالكتروني وباللغة العربية، واجهت مشكلة، واستنجدت ببعض المختصين، كما يقال عنهم، في الكومبيوتر والانترنت، فلم أجد حلاً شافياً، اكتشفت أن رؤساء أقسام “تقنية” في “جهات” مختلفة، حالهم ليست بأفضل من حال مستخدم عادي مثلي! وعلاجهم الوحيد، غير المفيد، هو مسح النظام كاملاً من الجهاز، أو ما يطلق عليه “فرمتة”، مثل حبوب الصداع التي تعود الطبيب المترهل أن يصفها لمرضاه، إلى أن وصلتني رسالة منقولة من “أبو نواف” وهو رجل لا أعرفه لكنني أشكره جزيل الشكر، حيث قدم “معادلة كومبيوترية” لحل مشكلة ترميز اللغة العربية في بعض مواقع البريد الالكتروني الشهيرة، حققت المطلوب بنسبة 80 في المئة تقريباً.
قلت إنني لا اعرف “أبو نواف” وقد يكون هاوياً، لكنه أفضل ممن يدعون الاحتراف، بل إن طلاب الثانوية العامة في السعودية أفضل من إدارات لها ثقلها الوظيفي في جهات رسمية! ولأدلل على ذلك استند إلى خبر طازج:
“نجح طلاب في تصميم برنامج حاسوبي يقوم بمعظم أعمال المحاكم في وقت قياسي وبدقة متناهية، ما ييسر على موظفي المحاكم أعمالهم.
وقام طلاب الصف الثالث الثانوي بمدرسة زيد بن ثابت لتحفيظ القرآن الكريم “بالقنفذة” بتصميم برنامج حاسوبي لإدارة المحاكم الشرعية وحساب المواريث أطلق عليه اسم (محاكم 1). ويأتي هذا البرنامج كمشروع ختامي قدمه الطلاب في مادة الحاسب الآلي بعد أن تم تدريبهم بإشراف المعلم عبدالله بن عمر التركي”، انتهى.
هذا مشروع تخرج لطلبة الثانوية، فأين مشاريع الوزراء؟ لا نرى سوى صور توقيع عقود، ومزيد من الدراسات، وهو أمر سيستمر، لأنها لا تخضع للمحاسبة ولا يقف أمامها “مشروع تخرج”!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.