أحياناً أتمنى أن تخصص مساحة بجوار زاوية “أحياناً” لأورد صوراً تصلني أبلغ من الحروف، صحيح أن الصور لا تتوافر دائماً، وهذه مشكلة لمخرج الصفحة، لكنها إذا ما توافرت يكون أثرها أمضى من الحرف، فتقدم إضافة شافية للموضوع.
وخلال الأيام الماضية سألت أصدقائي عن أصل صور “الوليمة البالغة الضخامة” التي انتشرت عبر البريد الالكتروني، ثم علمت أنها وجدت قبل ذلك في رسائل البلوتوث، بعدها قامت “الحياة” يوم الجمعة الماضي بنشر واحدة من صور هذه الوليمة العجيبة، يقول خبر “الحياة” ان صحن الوليمة طوله 15 متراً، واعتقد انه أطول، ولست أعلم تاريخها ولا اين أقيمت ومن “بلع” ما في ذلك الصحن… هو صحن أسطوري من الرز واللحوم المتناثرة، ولا يتحلق حوله للأكل سوى أربعة أو خمسة أشخاص، في خلفية الصورة صحون أخرى وحولها أشخاص يظهر انهم سعوديون، اعتقد أن “صحناً” لا يكفي اسماً لما شاهدناه في تلك الصورة، هو صحن الصحون، وقد يعجب هذا الاسم صاحب الوليمة الذي لا اعرفه!
والزميل المحرر ماجد الخميس الذي كتب تقريراً عن العلاقات الرقمية بين العرب والعجم أشار إلى أن الصورة أحدثت دهشة لدى الغربيين، علق بعضهم “هل العرب جائعون”؟
والحقيقة أن الصور أحدثت دهشة… بل صدمة لدى كل من شاهدها من سعوديين وغيرهم، مثلاً صديقي أبو نهار أرسل لي الصور بعنوان “حسبي الله ونعم الوكيل”، وعندما شاهدتها قلت “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”، أصبت بحالة من الخوف، عندما أرى مثل هذه المبالغات في الولائم تصيبني رجفة، أرى بين أيدينا نعماً لا نعرف قيمتها… أو بعضنا على الأقل، والمعنى أن ذلك المشهد حالة استثنائية لم نعهدها، قد يظن من يراها ولا يعرف هذا المجتمع أنها عادة، وهذا غير صحيح، لكنها صورة من صور الإسراف، بل هي ذروته، والحقيقة أن لدينا إسرافاً ما زال قائماً، والعجيب أن مثل هذه الصور تحظى بالانتشار والاهتمام اكبر من صور أحوال الفقراء، على سبيل المثال لدي صور عن الفقراء في محافظة الليث تدمي العيون، وتحز في النفوس، فتقول لي نفسي: لماذا لا يدعى مثل هؤلاء الفقراء إلى هذه الولائم؟! ولا أجد من إجابة سوى انعزال بعضنا عن حقيقة ما حولنا، واحمد الله تعالى أن أولئك الفقراء لا يعرفون الانترنت ولا الجوال وإلا لماتوا قهراً.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط