ما الحلول المثلى للقضاء على الازدحام المروري الذي تعيشه مدينة الرياض؟ قبل فترة نُشر الكثير عن مشروع النقل العام داخل العاصمة السعودية، وشركات استشارية تقوم بعمل الدراسات، واستبشر الناس خيراً، ثم اختفت الأخبار ولم نعد نعلم هل ما زال المشروع قائماً ام أن هناك عوائق وقفت أمامه؟ إن التأخير الذي يمكن ان يواجه مشروعاً مثل مشروع النقل العام داخل مدينة الرياض ستكون له نتائج سلبية كبيرة وعميقة، الحاجة الماسة التي بلغت مداها تحتم سرعة إنجاز هذا المشروع، ليقدم أملاً للعاصمة وسكانها وزوارها، خصوصاً أننا نرى مدناً بجوارنا مثل دبي تحث الخطى، لمواجهة قضية اكتظاظ حركة السير هناك وهي اقل حدة مما يحدث في الرياض المترامية الأطراف، وفي كل أسبوع تصلني رسائل عن معاناة سكان الرياض مع “الزحمة”، وأنا واحد منهم أعيش هذا الوضع.
قبل أيام أصر مدير مرور الرياض العقيد عبدالرحمن المقبل على أن ازور مركز العمليات، لاطلع على أسلوب التحكم بحركة المرور وإدارتها، والتجهيزات الحديثة التي تستخدم لمراقبة الحركة، وتوجيه الدوريات وسرعة استجابة النداء للحوادث، ومتابعة البلاغات آلياً ومعرفة مصادرها ومن استقبلها، العقيد عبدالرحمن المقبل كان يتجاوب على طريقته مع مقال “بين مرور الرياض والقاهرة”، والحق يقال انه رجل متفاعل، وأجد لديه دائماً علماً بما ينشر عن أحوال المرور، وحرصاً على التفاعل معها. وأنصت ساعات لشرح عن استراتيجية المرور الجديدة التي يطبقها مرور الرياض مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والمرور السري الذي يعمل حالياً جزء من هذه الاستراتيجية التي من أهدافها الرئيسية خفض نسبة الحوادث، معظم التقاطعات والطرق الرئيسية تراقبها كاميرات يتابعها على الشاشات رجال المرور، قلت للعقيد عبدالرحمن: إدارة محترفة تستخدم التقنية مثل التي شاهدت في ذروة الهرم المروري متى نرى مثلها عند النهاية الطرفية التي تتعامل مع السائق في الطرقات؟ كنت المح إلى تعليق السفير السعودي في القاهرة وزير التخطيط الأسبق الدكتور هشام ناظر، عن تعامل أفراد المرور في الرياض والقاهرة، الذي ذكرته في مقال سابق، وكان أن فتح مدير المرور على شاشة الكومبيوتر ملفات متابعة عمل رجال المرور ودورات إعادة التأهيل التي يخضعون لها عند ورود ملاحظات عليهم، وإحالة بعضهم إلى أعمال مكتبية إذا لم يتجاوز الفرد تلك الدورات. الاستراتيجية المرورية الجديدة التي دخلت مرحلتها الثالثة مبشرة، إلا أنها لن تفي بالغرض وحدها، لن يكون التقدم ملموساً للسائقين وسكان العاصمة، وخفض نسبة الحوادث وأوقات الرحلات داخل المدينة لن يكون بالصورة المطلوبة، نطور المرور ولا نطور المحيط الذي يعمل فيه، غداً أكمل بعون الله تعالى.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط