شذا حسون والخبازة

لا أصدق أن سبعة ملايين عراقي قاموا بالتصويت للمتسابقة العراقية شذا حسون في برنامج ستار اكاديمي، وإلا فإن الأخبار التي نطالعها يومياً كذب في كذب.
المعلومة أوردتها قناة “الشرقية” العراقية، وقالت إن العراقيين تجاوبوا مع ندائها لنصرة بنت العراق، وهي فازت فكان أن تم شكر المصوتين على الوحدة! وكنت أعتقد أن “هبال” التصويت شأن خليجي مرتبط بالفراغ  وقلة وسائل الترفيه، فإذا صدقت القناة فهو شأن عربي بامتياز، لكني مع ذلك لن أصدق، لأن العراقيين داخل أرض دجلة والفرات في حال لا يعلمها إلا الله تعالى، أكثر من 80 في المئة منهم لا يطلبون سوى الأمن، وهو رقم جاء في استفتاء يعتد به.
في تقديري أن للمواطن العراقي همّاً واحداً يشغله، الإنسان داخل العراق مشغول بسلامته وسلامة أهله من الخطف والقتل والتعذيب والاغتصاب، هو بين المطرقة والسندان، لأن فرق الموت تلبس ملابس الشرطة، ربما الشرطة تلبس ملابس فرق الموت، والكل يصرخ بأعلى صوته معلناً الحرب على الإرهاب، ولا يُقتل سوى الأبرياء وتدك منازلهم، والمختفي الوحيد هو القاتل، وليس من ملجأ من نهر الدماء هذا إلا رحمة الله تعالى.
إذا كانت شذا حسون ستوحّد العراقيين فمرحباً بها، ليس على خشبة المسرح، بل على كرسي الرئاسة، والخوف من أن يجتمع العراقيون  للاستماع إلى صوتها فتحصل فرق الموت على غنيمة كبيرة.
وفرق الموت تحاول تحقيق رقم قياسي، وهي أثناء القمة العربية بذلت أقصى جهودها، وفشل الحكومة العراقية يراه الأعمى وسمع به الأصم.
ولك أن تقارن بين هذه الأعمال “الفنية” التصويتية! وفيلم ديبورا ديفز عن فرق الموت في العراق وجرائمها الوحشية، حيث كشفت علاقة بعض الأحزاب وقوات الاحتلال بهذه الفرق القذرة.
ليس هناك عمل عربي يعتد به ظهر على السطح عن معاناة العراقي، لم تكتب حتى الآن الرسالة الحمراء لإيقاظ الرأي العام العالمي والأميركي خصوصاً، رسالة مثل تلك تنتظر من يكتبها، ولا من يحاول سوى الإعلاميين الغربيين.
إلا أن للعراقيين تصويتاً آخر، على موقع الرابطة العراقية الإلكتروني www.iraqirabita.org، وهو موقع ينشر هموم العراقيين في الداخل وصور المخطوفين والمفقودين، وضع القائمون عليه مسابقة بين شذا حسون وعراقية أخرى اسمها أم قاسم، وصفها الموقع بأنها “خبازة” من الفلوجة، تلبس شيلة سوداء دائماً، رفضت ترك بيتها في ضربة الفلوجة الثانية حتى تخبز للمجاهدين”، وحتى هذه اللحظة تحقق أم قاسم على الموقع أكثر من 79 في المئة من الأصوات متجاوزة بطلة ستار أكاديمي، ربما ستحتفل أم قاسم بفوزها “بخبزة مقمرة” شريطة ألا تصلها فرق الموت أولاً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.