الاهتمام الرسمي بقضية “إجبار طالب على تقبيل قدم معلم” في مدرسة لتحفيظ القران الكريم، أمر محمود ومتوقع، إلا أن اللجان وحدها لا تكفي، والبطء “اللجاني” المعهود في التعامل مع قضية ساخنة مثل تلك قد ينتج عنه أضرار تمس جوهر العملية التربوية.
حوادث المدارس تزايدت ما بين تسلط بعض المعلمين وعدم احترام طلبة لمعلميهم، وانتقلت إلى الكليات، انظر إلى ما نشرته “الحياة” يوم الأربعاء عن شكوى أكثر من مئة طالبة في كلية التربية في القصيم من أساتذة يسيئون التعامل معهن، إما بالاستخفاف بأسماء عائلاتهن أو بالتحرش اللفظي، بكل ما ينتج من تلك التصرفات غير المسؤولة من عقد نفسية واجتماعية ستحملها أم يوماً ما إلى أولادها. في الجانب الآخر اعتداءات من طلبة على معلمين وسياراتهم.
وصلتني رسائل عديدة غاضبة حول قضية تقبيل القدم المباركة، الاخ مالك من جدة تذكر مدرسته الإعدادية في بداية التسعينات، والتي لا يحمل عنها ذكريات طيبة، حيث وصف بعض المدرسين بالوحوش فيما تمنى أن يقابل قلة ممن درسوه لتقبيل أيديهم، هو يحمل ذكرى طيبة عنهم، الأخت شيخة لديها قناعة أن الطالب طوال عمره التعليمي في
“حال من الذل”، فيما يشير قارئ آخر إلى المخرجات المشوهة من هذا السوء في التعامل ويحلل ذلك بأن كل مستوى وظيفي يضغط على المستوى الذي يليه وينفس ما استقبله من ضغوط فيه، المدير على المعلم والمعلم على الطالب، ثم تنفجر الحقنة التي أخذها الطالب على سيارة المعلم او جدران الشوارع وربما في المنزل.
للمعلم في المدرسة والأستاذ في الجامعة اليد العليا وهي يد أكبر وأضخم في الجامعات، بمعنى أنهم الأقوى إدارياً وهم مع إداراتهم يمثلون السلطة الراشدة في البيئة التعليمة كما هو مفترض، لذلك يكون الخطأ منهم أشد وأكثر مرارة، رفض التسلط منهم لا يعني القبول باستئساد الطلبة على معلميهم، ولا بد من دراسة أوضاع المعلمين وتطوير قدراتهم، لا يصح أن يستمر المعلم تحت درجة “معلم صبيان”، هنا أضم صوتي لصوت القارئ راشد الرشود الذي اقترح في رسالة لهذه الزاوية، إنشاء مركز بحثي رقابي يعني بالإرهاب التربوي، مثل هذا المركز يجب أن يكون على علاقة وثيقة متوازنة بمختلف الجهات التعليمية، وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومؤسسة التعليم الفني، ومن المهم أن يكون له استقلال اداري يتيح له الندية، أما اللجوء عند كل حادثة إلى اللجان فهو لن يحقق المواجهة المطلوبة، إن كل ما يصرف على التعليم من بلايين، والآمال العراض المعقودة على المخرجات منه ربما تضيع بل وقد تتحول إلى أدوات هدم بدلاً من أن تكون أدوات بناء.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط