حتى نعلم حجم مشكلة آفة سوسة النخيل في السعودية لا بد من الأرقام، هناك 70 ألف نخلة مصابة بهذه السوسة الفتاكة في عام 2006، وهي أقل قليلاً من عدد النخيل المصابة في عام 2005، وتتركز الإصابة في واحة الأحساء، حيث تشكل النسبة فيها 54 في المئة من مجمل الإصابات، والأرقام ذكرها مستشار وزير الزراعة الدكتور سعد الدريهم في ورشة العمل الخاصة بالسوسة الحمراء، والتي عقدت أخيراً في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتنقية، ومن ضمن ما نُشر أن 98 في المئة من الأشجار في الأحساء مصابة، لست أدري ربما يكون هناك خطأ في هذا الرقم، لأنه يعني أن جميع نخيل الأحساء مصاب تقريباً! فماذا بقي من “خلاص الحسا” إذاً؟
يرى وزير الزراعة السعودي أن السبب الوحيد في انتقال هذه السوسة يأتي من نقل الفسائل المصابة من منطقة إلى أخرى، لذلك تجتهد الوزارة في منع نقل الفسائل إلا بعد فحصها، وهو ما سمعته هاتفياً قبل فترة، عندما كتبتُ في السابق عن سوسة النخيل وشكاوى بعض المزارعين في وادي الدواسر من عدم الاهتمام بهم حيث اتصل بي من المنطقة الشرقية الأستاذ سعد المقبل مشكوراً، ليوضح لي الصعوبات التي تتعامل معها الوزارة في منع انتشار هذه الآفة ومكافحتها، وجهود مركز أبحاث السوسة الحمراء في إيجاد وسائل علاج ومكافحة. أساس المشكلة في انتشار الآفة يكمن في عدم وعي بعض المزارعين عند نقل النخيل وفسائلها من مكان إلى آخر، لذلك لا بد من تضافر الجهود، وهي مسؤولية في الأساس تقع على الوزارة، لزيادة الجرعة التوعوية للمزارعين وتجار النخيل.
إعادة الكتابة عن السوسة الحمراء مرة أخرى سببها رسالة من قارئ كريم، امتدح جهود الوزارة، ولم يتعود كُتاب المقالات إلا على شكاوى مرتفعة الصوت، فإذا جاء شُكْر أو ثناء يتوقف الكاتب قليلاً ليقول: “معقولة!”، القارئ محمد، وأحتفظ باسمه وهاتفه بحسب رغبته قال إنه لم يستطع العثور على من ينقل نخلة له من الرياض إلى الزلفي (200 كلم)، لأن أصحاب الشاحنات حذرون من وزارة الزراعة فكان أن ذهب إلى مديرية الزراعة في الرياض، لاستخراج تصريح بالنقل، أعطاه الموظف موعداً في الصباح الباكر قبل وقت الدوام، وحضر في الموعد المحدد وأنجز المطلوب، وهذا مخالف للصورة العامة عن الموظف الحكومي، والأخ محمد يريد أن يشكر، وأنا كذلك اشكر الموظف والإدارة، وكما قال: “كل ذلك وإن كان غير مألوف إلا أنه مدعاة للاعتزاز وقدوة نتمنى أن تقوم بعض الجهات الأخرى المقصرة باحتذائها”، وهي أيضاً رسالة للذين يقولون إن الكُتاب لا يرون سوى بعين واحدة. قدموا لنا نماذج وأبشروا.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط