يجد الفقير في الكرش عظماً، ربما يكون عظماً برأس مدبب، وهو ما حصل لبعض قرى محافظة الليث، حيث انتظرت قرى مركز “بني يزيد” التيار الكهربائي سنين طوالاً، وبعد ان جهزت المولدات، ونصبت الأعمدة، تم إيقاف اطلاق التيار إلى حين إيصاله لجهات أخرى، وعلى من وصلهم التيار الانتظار عاماً كاملاً لينعموا بالنور وحفظ الأطعمة. للمعلومة، الفقراء في الليث لا يستطيعون حفظ الأطعمة التي تقدم لهم لعدم وجود كهرباء ولا ثلاجات بالطبع! وعندما فكر بعض اهل الخير في التبرع بالأطعمة المجمدة لهم اكتشفوا انها ستفسد، لعدم توافر الطاقة الكهربائية.
اقترح على سكان قرى الليث، خلال هذا العام الطويل، التقاط الصور التذكارية بجوار أعمدة الكهرباء ومحطات التوزيع، وكنت قرأت في “عكاظ” ان بعض “المتنفذين” استطاعوا إيقاف اطلاق التيار الكهربائي، لأنه لن يشملهم إلا بعد عام! ولم اصدق لأول وهلة. يعلم الجميع أن الصحافي متهم بجملة تهم، منها الإثارة والمبالغة وتضخيم الأمور، هو مطالب دائماً بالنقد البنّاء، ولا احد يستطيع تعريف النقد البنّاء، لأن لكل طرف زاويته الخاصة في “البناء”، على رغم عمر قضيته في الصحافة كدت اصدق ذلك من فرط السياط الرسمية، ثم بحثت وسألت فوجدت أن الأمر صحيح، وصل التيار وأوقفت الشركة إطلاقه، كان حلماً وتم تأجيله، تصرف الملايين لإيصال التيار ثم يوقف، مع ما في ذلك من خسائر دخل عام كامل لشركة تشتكي من عدم توافر السيولة. فأين إدارة الرقابة في هذه الشركة؟ فوق هذا تتحطم أحلام السكان، وتستمر هجرة الكثير منهم إلى المدن المزدحمة أصلاً، ثم قرأت تحقيقاً في “الرياض” عن القضية نفسها، أصبح المواطن موظفاً للمناشدة، في كل حاجة هو يناشد، وفي شأن التيار الموقوف إطلاقه الكل يناشد رئيس المركز ورئيس البلدية، وجمع من المواطنين، ومن الطريف أنني قرأت تعليقاً على الموضوع يناشد فيه الأخ عبدالله ال عبده، وزير المياه والكهرباء للتدخل والتوسط والشفاعة لدى نائب رئيس أعمال الكهرباء في منطقة مكة المكرمة، وإذا كانت المناشدة ستفيد سأنضم إلى المناشدين، لأناشد شركة الكهرباء من الرئيس ونوابه الكثر إلى قرّاء العدادات، أطلقوا التيار وحققوا في أسباب الإيقاف، وهل سببها بالفعل مجاملات؟ ربما هناك إيقافات أخرى لم تصل للصحف، ولا صوت لمن أوقفوا عن الحصول على ابسط حقوقهم، لا يعقل من شركة تطالب الجمهور بالتعاون معها وتُسخَّر الإعلام لمطالبها أن تصمت أمام قضية مثل هذه، وليتذكر الإخوة في شركة الكهرباء في هذا الصيف، وهم ينعمون بالمكيفات أن المناشدين لا ماء بارداً لديهم، لا نريد بيانات من الشركة أو ردوداً… فقط أطلقوا التيار.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط