بين المدن والقرى

من الرياض يقدم القارئ عبدالعزيز العتيبي، جملة اقتراحات للتخفيف من ازدحام الحركة المرورية، مثلاً يقترح إقامة سور على امتداد الطريق، لمنع السائقين في كل مسار من رؤية ما يحدث في الجانب الآخر، هو يقترح “ساخراً” سوراً مثل سور الصين العظيم، لعله يقلل من الاختناقات المرورية التي تسببها “شفاحة المتفرجين”، اعتقد يا ابا سعود انه لو تم العمل بهذا الاقتراح لنشأت ظاهرة “المتشعبطين”، خصوصاً أن عدداً منهم لديه خبرة بالقفز من على سوار المدارس الثانوية والمتوسطة، وهي هواية لم يستفد من ممارسيها في الألعاب الأولمبية، ثم ان هذا الحل قد يسبب تزايداً في مشكلة نقص مادة الاسمنت، الأنابيب المغلقة أفضل، تُشيّد أنابيب لكل مسار، أنبوب للشاحنات والثاني لسيارات النقل المتوسطة والثالث للمركبات الصغيرة، ستنتهي مشكلة التجاوزات الخطرة، ولن يجد السائقون الفرصة للسوالف مع بعضهم وسط الطريق، المهم ألا تكون أنابيب شفافة يمكن الرؤية من خلالها، أيضا يجب ألا تكون عاكسة لئلا يستثمرها البعض في هندسة شماغه وغترته، وحتى لا “تطمر” عليك سيارة يؤخذ الارتفاع المناسب بعين الاعتبار، لكن ماذا نفعل بمصوري الحوادث يا عبدالعزيز، معظمهم من المسار نفسه، نشأت لدينا هذه الفئة العجيبة، الذين يتوقفون بسياراتهم أمام الحوادث لتصويرها بالجوالات، كتبت عنهم مرة، وهم بحاجة لمن يكتب داخل أدمغتهم، أما اقتراحه الثاني فهو أن يفتح جهاز المرور حملات على المتجمهرين أمام الحوادث، اقترحت هذا سابقا يا عزيزي، ويبدو أن الإخوة في المرور لا يجدون مكاناً للفلوس، يخيل لي أن “المالية” أرسلت برقية خطية تقول فيها “بس يكفي”.
ومن المنطقة الشرقية، يشير احد الإخوة إلى المعاناة التي تسببها صيانة طريق الدمام – الجبيل السريع، وهو طريق حيوي يربط كثيراً من المدن والقرى في المنطقة الشرقية، وتم تحويل السير إلى طريق “أبو حدرية” القديم المتهالك، ربما هناك حكمة في إعادة الناس لطريق قديم متهالك، حتى يعرفوا قيمة الجديد! وكان الأولى بوزارة النقل، إنهاء العمل في احد المسارات ثم الانتقال إلى المسار الآخر، حفاظاً على أرواح البشر الذين يردد أنهم الثروة الحقيقية! وعند صيانة الطرق لا تعلم من يخطط ويقرر، إلا انك ترى أن مصلحة المقاول لها الأولوية.
ومن المدن إلى قرى منطقة جازان، حيث أرسل القارئ يحيى بن ابراهيم، يذكر بالمطالب الملحة للأهالي في عدد من القرى، الماء النظيف والسفلتة على رأس حاجاتهم، من هذه القرى “الحصمة، حلحلة، المهدج، أبو الجهوة، عيسان، الخباري، القائم، المصقع، الشعوب، الخبراتية”، وهذا تسأل عنه وزارتا المياه والنقل… ومعهما المال! والحديث عن المشاريع في جازان كبير والأمل أكبر في أن يرى ناسها أثراً ايجابياً سريعاً على أوضاعهم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.