“على طمام المرحوم”

لك أن تختار على “طماط” المرحوم، ولو كان لدى كثير من صغار المستثمرين في سوق الأسهم “طماط” فائض ربما لن يأكلوه! لم يتغير شيء يذكر في سوق الأسهم، تغيرت الإدارة وبقيت الاستدارة، وعلى المتضرر الاستماع إلى أغنية “أروح لمين”… إلى أن يصل إلى مقطع “ينصفني منك” ليرفع الصوت عالياً، ومثلما تُذكر لإدارة السوق السابقة مواقف لن يمحوها الزمن، لن ينسى الناس للإدارة الحالية أنها سقتهم “سطولاً” من “البحر الأحمر” و “الحكير”، نتطور من التصريف الاستثماري إلى تصريف فخاري في مقابل “تكويش” على أسهم “كيان”.
قبل أن أوضح علاقة الفخار بـ “التكويش”، لا بد من الإشارة إلى مقال “دقيق” للأستاذ محمد العمران في جريدة الاقتصادية الخميس قبل الماضي، طرح الكاتب جملة أسئلة عن وضع “الفخارية” وحيثيات تجهيزها للزفاف، لا اعتقد أن أحداً سيجيب! أسئلة كثيرة طرحت على مدى أعوام من دون إجابة، إلا أن هناك مفارقة بين “كيان” و “الفخارية”.
قبل اليوم الأخير من طرح الأولى تمت تغطية 30 في المئة من الاكتتاب، في آخر يوم غطيت أضعافاً مضاعفة! يظهر أن البنوك اتصلت بكبار عملائها ليغطوها… فغطوها. ميزة “كيان” أنها شركة استثمارية ومن دون علاوة إصدار ومرتبطة بشركة سابك، فهي فرصة استثمارية طويلة الأجل. ما علاقة ذلك بـ “الفخارية”؟ هذه “المبروكة” تم شراؤها من جانب شركة استثمارية، بعلاوة إصدارها، فيما قيل إنها مزايدة للشراء، ثم أضيفت لتلك العلاوة علاوة أخرى هي ربح الشركة الاستثمارية ليتم بيعها على صناديق البنوك، ونحن نعلم أن صناديق البنوك هي أموال الناس، تتحكم فيها البنوك لتربح هي ويخسرون هم، من دون سلطة رقابية تحمي أموال الصغار الذين دفعوا دفعاً في زمن سابق للانخراط فيها “للاستثمار المؤسساتي”! حالة من التيه التي “يحرس” استمرارها، لا أحد يريد أن يعلق الجرس، الهيئة تقول ان لا سلطة لها على الصناديق، ومؤسسة النقد تلتزم الصمت كالعادة، والنتيجة “مص النخاع”.
لمن يصرح أنه مهتم بالتوعية والتوجيه للاستثمار وترك المضاربة، نسأل… لماذا لم يطلب من صناديق البنوك تغطية ما تبقى من اكتتاب كيان؟ ألأنها سيولة تائهة يتيمة في يد البنوك؟ّ
هذا رد على من سيقول إن الناس لم تُقبل على الاكتتاب في أسهم “كيان”. ثم لماذا تورط أموال الناس في صناديق البنوك بشركة فخارية صغيرة تم ترتيب أمورها المالية على عجل لإدخالها لحظيرة السوق؟ فهل تحولت أموال الناس في الصناديق إلى “عفريتة” لتحويل الفخار إلى ذهب.
يقول لي احد الأصدقاء، “تكفى” اكتب حتى لا يحصل لبنك “الإنماء” مثلما حصل لـ “كيان”، قلت: لا فائدة! البنك تم تأجيل طرحه عاماً كاملاً بما يخالف قرار إنشائه، لتعميق أو إغراق السوق! وأتوقع أن يحصل له مثلما حصل لغيره، ومن لا يعجبه يمكن له أن يشرب من ماء البحر الأحمر، أو منتجات “كيان”!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.