الفشل في العراق ليس أميركياً أو تحالفياً بل هو أيضاً فشل الحكومات العراقية المتعاقبة، سجلت حكومة المالكي ذروة الفشل، ما زالت الحكومة الأميركية تعلن عن تمديد المهل لهذه الحكومة تحت طائلة التهديد بالتغيير، وهو تهديد لا ينفذ بل يمدد، لا يعني الحكومة الأميركية كل هذا القتل الذي يحدث في العراق تحت أنظار حكومة المالكي ومن يقف وراءها، هو في النهاية يصنف تحت عنوان خلاف عراقي – عراقي.
من المثير للسخرية تصريح لقائد عسكري من قوات الاحتلال الأميركية، قال فيه انه لاحظ تعايشاً بين السنة والشيعة في هذه المنطقة وتلك المحافظة من العراق! لقد كان هناك تعايش طبيعي إلى حين قيامكم بالغزو والاحتلال وتسليم السلطة لمن لا يستحقها، فكان أن تم سحق العراق وأبنائه.
الحكومات العربية بعيدة جداً عن التأثير في مجريات الأمور في العراق، صوتها خافت وأثرها ضعيف، من الواضح أن حرصها ومحاولاتها لا تجد استجابة حقيقية من حكومة المالكي، الحكومة هناك تعد ولا تفي كسباً للوقت، لديها أهداف وأجندة خفية، يثبتها انحدار الوضع هناك، لقد وضعت حكومة المالكي العرب ومطالبهم في العراق خلفها، وهي مطالب معلنة لا تكل عن التأكيد على أن يكون العراق لكل العراقيين من غير تمييز ولا طائفية مقيتة، حكومة المالكي ومن ورائها الإدارة الأميركية حققتا الفشل الكبير، الأخيرة تريد الخروج مع إبقاء السيطرة، والأولى ترفض جدولة الانسحاب وتلهث للانتهاء من أهداف محددة بحماية المحتل، وإلا ما معنى هذا الصمت المريب أمام ما تفعله الميليشيات المسلحة؟ تخيل أن هذه المليشيات المتداخلة مع الشرطة والجيش، تستخدم شبكة الهاتف الجوال في العراق لمعرفة انتماءات المشتركين المذهبية، لتتم تصفيتهم، ما يحدث في العراق هو كابوس، وآثاره ستمتد لعقود والأميركي سيرحل اليوم أو غداً، تاركاً صنيعة له يحرس امتيازاً أخذه بقوة السلاح، لعل من المضحك أن تذكر وزيرة الخارجية الأميركية أن وجود قواتها تم بطلب من الحكومة العراقية وبقرار من مجلس الأمن، المراوغة السياسية تتناسى أن الغزو والاحتلال لم يلتفت لرفض مجلس الأمن والعالم.
إذا كانت حكومة المالكي أشارت إلى استحقاق إيران للتعويضات، فهي قادرة أيضاً على الوفاء بالديون، ثم إن إعفاء العراق من الديون في هذه الظروف هو هدية لحكومة المالكي، وأشك أنها تستحق ذلك لكونها لا تمثل سوى أشخاصها، إذ لم تستطع هذه الحكومة التعامل مع العراقيين سواسية، من هنا فإن من أتى بهم إلى كراسي السلطة معنيون بشطب ديونه عنهم، هو يمتص أضعافها حالياً من النفط والإعمار، أما الدول الدائنة الأخرى ومنها السعودية فالأفضل أن تنتظر، وتعيد حساباتها، لا يصح أن تقدم هبة ودعماً لحكومة أثبتت طائفيتها وخطر سياساتها على المنطقة وامن شعوبها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط