مع القرَّاء

طلبة الانتساب في جامعة الملك عبدالعزيز يشكون من تزايد الرسوم وتنوعها. الأصل أن يكون الانتساب تيسيراً وتسهيلاً لطلب العلم، لا أن يصبح مصدراً للتمويل. على رغم ارتفاع الأصوات، إلا أن إدارة الجامعة لا تحرك ساكناً، واستبشروا خيراً مع إعلان الجامعة مراكز امتحانات في المدن الرئيسية. المفاجأة السارة تحولت إلى نكبة على الطلبة. ألغي مركز الامتحانات المجاني في “القصيم”، ثم تعاقدت الجامعة العزيزة مع “معهد خاص” في بعض المناطق، ووضع رسم 200 ريال عن كل مادة، ومن لديه أكثر من مادة، يجب أن يدفع ألف ريال! والاتفاق بين المعهد والجامعة “لكم 20 ولنا 20… إنهم طلبة ضائعون”! هل تحولت الجامعات إلى ثقب آخر للجباية؟ يقول أحد الطلبة في رسالته إن ما تحصل عليه الجامعة يعد بمئات الملايين، ولست أعلم دقة الرقم، لكنني أعلم الغرض الأصلي الذي أنشئت من أجله. هذه الشكوى مهداة إلى وزارة التعليم العالي، وإدارة الجامعة لعل وعسى. ومن المضحك أن رسم 200 ريال أصبح موضة. أخبرني رجل أعمال أنهم كانوا يحصلون على شهادة المنشأ مجاناً من وزارة التجارة، وعندما تحولت إلى هيئة الاستثمار أصبحت بمئتي ريال. وكأن الكل يبحث عن فرص للجباية!
في شأن آخر، ومع طفرة “تمكين” المرأة! والبحث عن فرص عمل لها، لم أجد في نظام العمل ما يشير بوضوح إلى حماية لها من سوء استغلال حاجتها للوظيفة من مديري التوظيف في القطاع الخاص. نعم هناك مواد في نظام العمل عن التزام المنشأة بالتعاليم الإسلامية، وكذا حفظ كرامة العاملين وعدم الاختلاط… إلخ، إلا أنها فضفاضة. أحد الإخوة قدمت زوجته طلباً للعمل في شركة اتصالات، تم قبول الطلب بعد المقابلة الشخصية، إلا أنه لن يُوقَّع بصورة نهائية حتى “يشوفك” المدير! ولست أعلم عن رأي وزارة العمل في قضية “الشوفة”. السبب أنني “شايف” صمتاً على هذه المسألة الصادر فيها فتاوى شرعية! ولعل وزارة العمل تسرع باستحداث إدارة خاصة لتلقي شكاوى طالبات العمل وتحقق فيها، ومنها هذه القضية.
في مدينة جدة يشكو سكان “شارع المخزومي” من الأمانة، حيث قامت مشكورة بمشروع لتجميل هذا الشارع، تم هدم المباني. ومرت أشهر والحطام على قارعة الطريق، فأصبح أكثر ضيقاً، ومع انقطاع مستمر في المياه لم يعد أهالي الحي يستطيعون إدخال “الوايتات”، يعني ركام وعطش. الطريف من مرسل الرسالة قوله إنه تم تجميع الحديد الذي توفر من الحطام على عجل! سحر الحديد هذا لماذا لا يشمل بعنايته بقايا الركام؟ أما أهالي الحي فيقولون “ليتنا من التجميل سالمين”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.