حلول لأوضاع الجاليات

حاولت مراراً لفت الأنظار إلى ملفات معلقة، أهمها ملف جاليات غير نظامية منتشرة في السعودية، واقصد بهم أولئك الذين لا يملكون وثائق نظامية، وتخلفوا بعد مواسم الحج والعمرة أو الزيارة، واستطاعوا اللجوء إلى بعض أبناء بلادهم المستقرين، خصوصاً في منطقة مكة المكرمة، وهم في الغالب من الجنسيات الأفريقية والآسيوية، أما الأعداد فهي بمئات الألوف، يعيش هؤلاء في مجتمعات معزولة وفقيرة بائسة، تنتشر فيها الجريمة ثم يتم تصديرها، والصالح فيهم يقع بين فكي الفقر والجريمة، هذا أمر معلوم للجميع، وقبل اشهر طرحت صحيفة “الحياة” هذه القضية على حلقات، وهذه الأيام تطرحها جريدة “الوطن”، ونحن بحاجة لأن تطرحها كل صحيفة وكل كاتب.
كل طرح صحافي يأتي بجديد، ويحاول تعليق الجرس وإطلاق صافرة الإنذار، لعل وعسى، وقد يسأل البعض عن الحلول، وسبق للموقع أدناه أن ذكر بعضاً من المقترحات، أهمها استثمار العلاقات الديبلوماسية الجيدة بين السعودية والدول التي قدم منها هؤلاء المعلقون بين خطي الفقر والجريمة لحل أوضاعهم، ويمكن ذلك بإعادة توطينهم في بلادهم مع بعض المساعدات لهم، حتى يتمكنوا من العيش باستقرار وكرامة، وقبل هذا وبعده تحديث الأنظمة، وجعلها أكثر صرامة في تأشيرات الحج والعمرة وجعل “البصمات” شرطاً أولياً ورئيسياً لا يجوز التهاون فيه، إن هذه الملفات لها أضرار اجتماعية واقتصادية وأمنية لم تعد خافية، وكل تأخير في التصدي لها يزيد من صعوبتها، والعبء الأكبر يقع على المجتمع والجهات الأمنية، ليتشعب إلى الاقتصاد والبنية الأساسية التي تشكو من الضعف، ولا يمكن إغفال حقوق الإنسان حتى ولو كان مخالفاً للأنظمة، والأمل سرعة التصدي لهذه الملفات، ولا أخفي شعوري ببارقة أمل مع خبر الاتفاق الأمني بين السعودية وتشاد، على رغم عدم علمي بتفاصيله إلا إنني “أخمن” أنه يشمل أوضاع الجالية التشادية، والمطلوب العمل على اتفاقات مماثلة مع الدول الأخرى، يكون صلبها التعامل مع قضايا جالياتها ووقف استمرار الهجرة الموسمية.
ومن الحلول استثمار أفضل للمشاريع والمساعدات التي تقدمها أو تقوم بها الحكومة السعودية ومؤسسات خيرية تابعة لها في الخارج، بحيث تتم إدارة وتوجيه هذه المشاريع التوجيه الأمثل، لتكون الأولوية للدول التي وفدت منها الجاليات في مقابل توطين أبنائها، إذا كانت الحكومة السعودية تقوم بأعمال خيرية وإسكانية في بلاد تعرضت لكوارث طبيعية من أعاصير وفيضانات وفقر، فإنه من الأولى تحقيق نجاح مزدوج بحيث يمكن البدء بعلاج العواصف التي مازالت داخل القمقم وسط المجتمع السعودي.
     

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.