سوق الغرق…

الزميل العزيز عبدالله بن ناصر الفوزان ذكر في مقال له في “الوطن” أنه يبتسم كل يوم، بسبب تصريح وضعه على مكتبه لوزير المال السعودي، حيث كشف الوزير عن العزم على طرح البنك الإسلامي للتنمية للاكتتاب في سوق المال السعودية، الزميل الفوزان أسهب في شرح أوضاع البنك وقروض للدول الفقيرة لم يتمكن من استعادتها! وتساءل: لماذا يطرح في سوق المال السعودية من بين أسواق الدول المساهمة والمستفيدة من هذا البنك وهي أكثر من خمسين!؟
وأغبط الدكتور عبدالله لقدرته على الابتسامة أمام هذا الخبر. الموقّع أدناه لم يستطع الابتسامة وتغصّبها فظهرت على شكل “تكشيرة”، لأن الخبر يشير إلى عدم معرفة أو اهتمام بأحوال أكثر من 85 في المئة ممن تورطوا في سوقنا “المعطاء”! أما لماذا سوق المال السعودية؟ فأعتقد بأن السبب أنها “جدار قصير” لم تجد الحماية من أي جهة لا وزارتي المال ولا الاقتصاد، ولا مجلس الاقتصاد الأعلى، ولا هيئة السوق المالية، ولا هيئة الرقابة والتحقيق. النتيجة.. لا أحد.
وحتى تصبح ابتسامة الزميل أعرض يجب ألا ينسى طرح شركات تأجير السيارات في هذه السوق الغريقة ولتتحول الابتسامة إلى “كركرة” عليه أن يقرأ الأخبار الجديدة عن طرح شركات تشغيل وصيانة في هذه السوق المسكينة، ربما يحصل المكتتبون على “مكانس” في النهاية، وأتوقع أن يتم طرح “كلش” قبل الطرح المؤخر لبنك “الإنماء” صاحب القاعدة المقلوبة التي سعد بها الجمهور العريض ولم يحصل ولا على الفتات… فحلّ بدل تلك السعادة حسرة مستعصية، وجواباً عن سؤال الزميل العزيز فإن صناديق الاستثمار في البنوك جاهزة لرفع أي طرح بأموال الناس والمثل الشعبي يقول: “جلد ما هو جلدك جره على الشوك”.
سوق المال السعودية للطارحين مثل عيون الماء أو الآبار التي يرمي السائحون بها قطعة نقدية من فئة “الهللات” ليتمنوا أمنية… ربما تتحقق، الفارق أن الطارح مولود” “مستصح”، وزنه كبير، والمطروح عليه مفقود يشكو من الفقر المدقع، وذاك الفقر الآخر الذي نسيت اسمه، الطارح يحصل على أمنياته فوراً وقبل رمي قطعة النقود الصفراء، في بئر لا حارس لها، أما آبار وعيون الدول الأخرى في نموذج البنك الإسلامي للتنمية فعليها حراسة مشددة.
****
على رغم أن محافظة الليث في منطقة مكة المكرمة ليست محافظة حدودية إلا أنها منفذ وممر لتهريب المتسللين والمخدرات، ويخبرني صديق من الليث أن المخدرات منتشرة في المحافظة ومراكزها بشكل ملحوظ، وقبل أيام أصيب الملازم علي اللحياني، شفاه الله تعالى، عندما طارد سيارة رفضت التوقف على طريق الساحل.
معلوماتي تقول إن الجهات الأمنية هناك خصوصاً أمن الطرق بحاجة إلى الدعم بالآليات والرجال، إضافة إلى ضرورة تنشيط جهود مكافحة المخدرات في تلك المحافظة ومراكزها، حماية لسكانها وللبلاد.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.