هل تذكرون أسبوع الشجرة الذي يحتفل به كل عام؟ بعد أعوام أصبحت لدينا عشرات أسابيع الشجرة بما حفلت به من جهود وأموال، لقد تبخر كل هذا في الرياض خلال أسابيع قليلة مضت، استطاعت أمانة مدينة الرياض خلال أسابيع الإجازة الصيفية “اغتيال” نصف مليون شجرة! وتعبير الاغتيال لرجل خبير هو أستاذ الغابات في جامعة الملك سعود رئيس الجمعية السعودية لعلوم الزراعة الدكتور إبراهيم عارف في لقاء مع صحيفة “الرياض” يوم السبت.
عندما تنتزع شجرة خضراء من جذورها وتطرحها أرضاً، لا يعني هذا سوى اغتيالها وقطع نفسها وظلالها وكل المياه التي ارتوت بها، يذكر الدكتور إبراهيم عارف أن متوسط كلفة الشجرة يتجاوز “200” ريال كل ثلاث سنوات وعليك الحساب؟ قبل أسبوعين كتبت هنا مقالاً بعنوان “أشجار الرياض في خطر”، كانت المعلومات المتوافرة لدي حينها أن الأمانة “أنجزت” 10 في المئة من قطع الأشجار الذي لم يستشر فيه سكان الرياض، والأمانة التي تنشر أخباراً في الصحف عن استقبال بعض مسؤوليها ورؤساء البلديات لاتصالات المواطنين و “ملاحظاتهم”، لم تكلف نفسها بالتوضيح حتى إعداد هذا المقال، ولك أن تحكم عزيزي القارئ في مآل اتصالات المواطنين وملاحظاتهم الصوتية عندما لا يهتم بما ينشر كتابة! لا بد من أنها تبخرت مثل الأشجار الوارفة، ربما تكون شكلاً من أشكال “التنفيس” عن المواطنين غير المسافرين، المفترض أن تسمى “ساعة التنفيس”.
وحتى تعلم نتائج هذه الاتصالات لك أن تقرأ في العدد ذاته من الصحيفة شكاوى المواطنين ونداءاتهم في حي الفيحاء شرق العاصمة السعودية، الذي تحوّل إلى مزاد لحرق وبيع الخردوات بما فيها ربما من مسروقات. يظهر أن الدور في استقبال الاتصالات لم يصل بعد! وحتى نضحك سوياً ذكر لي احد القراء أن العمالة المتاجرة في المحروقات تقوم بإشعال الحريق وتنتظر حتى “يستوي” تماماً فتظهر تباشير المعادن، ثم يتصلون بالمطافئ مخبرين عن حريق، لتأتي المطافئ وتطفئ النار وعندما تغادر يتم جني المحصول! فكرة العمالة الجهنمية في الاستفادة من المطافئ لم تخطر لي على بال. أما إذا سألت عن الأمانة والبلدية فعليك انتظار طابور استقبال الاتصال!
مثلما عشنا أسابيع التشجير نعيش حالياً “أسابيع التسطيح”، رؤية الجهة المنفذة في أمانة الرياض هي مشروع المسطحات، الفرق أن أسابيع التسطيح تتم من دون احتفالات تدشين وفلاشات كاميرات… خلال فترة الإجازات! أما المجلس البلدي فلم يحقق 1 في المئة مما حققه من “صخب” في مخيمات الانتخابات، الحق إنه سبق وفتح صدره لاتصالات المواطنين، كأننا في مشروع “وطني” لتعميم الاتصالات.
قال الدكتور إبراهيم عارف إن تجربة المسطحات فاشلة وهو رجل خبير، له الشكر على حرصه، وسط صمت مطبق حتى من زملاء كتاب يعيشون في مدينة تغتال فيها الأشجار ويصمتون.
هل تذكرون أسبوع الشجرة؟… لقد تطور إلى “أسبوع… العشبة”!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط