“نعال الحرامي”

مع إصرار على عدم نشر إحصاءات رسمية عن عدد سرقات السيارات في السعودية، أستطيع القول إن سيارة “كراون فيكتوريا… فورد” هي الأكثر تعرضاً للسرقة، تكسر زجاج إحدى النوافذ لسرقة جهاز التسجيل أو الإطار الاحتياطي، السبب أن أسعار تلك القطع مرتفعة، وتجد رواجاً في “أسواق بيع المسروقات… المركزية”! ويعرف هذا “منذ مبطي” بكونه أبسط أنواع السرقات!
في المجتمعات التي تحترم حقوق أفرادها يجري درس الظواهر حال نشوئها، ثم توضع الحلول، مصلحة العموم في تلك المجتمعات مقدمة على مصلحة شركات وأفراد وخلافه، مثلاً، يتم التفاهم مع الشركة المنتجة والوكيل المعتمد والموزع  لمواجهة الظاهرة.
في المجتمعات الأخرى يجري الحديث عن أخطاء الأفراد “الضحايا” ومسؤولياتهم عن تلك الحوادث التي وقعت عليهم، ويبحث غالباً عما يجب عليهم فعله، فهم المقصرون دائماً، ينتهي الأمر عند هذا الحد. لتتوقف أمام أحد الفروقات بين التقدم ونقيضه.
أحد الأخوة ذهب لإصلاح زجاج سيارة من ذلك النوع، وأمام الورشة يجد المسروقون وقتاً للفضفضة، لأنهم لا يجدون حرصاً من الشرطة، يذكر لي صديقي أن إحدى ضحايا السرقات كان قد قام بتغيير جهاز التسجيل بجهاز رخيص، أيضاً هو لم يترك إطاره الاحتياطي داخل السيارة، واللصوص لا يعلمون، وفي الصباح عندما اكتشف كسر زجاج سيارته وجد ورقة كتبها اللص تقول: “الله… راح تعبنا على الفاضي”! تمنيت على الصديق لو أخذ الورقة للذكرى فقط لا غير، فلست مصاباً “بالأحلام” لأتوقع أن تُفحص من الأدلة الجنائية، لكنه لقاء عابر على الواقف في “مقهى” المسروقين، ويتحدث الناس عن لقطة أوردتها قناة تلفزيونية محلية لسيارة من ذلك النوع، قام صاحبها بوضع ورقة تقول: “لا يوجد مسجل ولا إطار احتياطي”، لكن هل سيصدقه اللص أم يعتبرها محاولة للتمويه؟
ولأن حقوق الأفكار محفوظة في بلادي، لا بد من التذكير بأن الموقع أدناه كتب في وقت سابق نصائح لتقليل إمكان سرقة السيارات، من ضمنها كتابة عبارات تشير إلى عدم وجود شيء يستحق السرقة، وطورت الفكرة “بحسب زعمي” إلى لاصق يوضح أن السيارة مجهزة بجهاز إنذار، ثم نبهني أحد الأصدقاء إلى أن اللصوص يستطيعون إبطال مفعوله.
في حادثة أخرى، لسيارة من النوع نفسه، استطاع اللص سرقة الإطار الاحتياطي ونسي نعاله!
مشكلتي إنني شاهدت بعض حلقات من المسلسل الأميركي CSI، إذ يتوصل المحقق من خيط قميص إلى نتيجة، لذلك فكرت في ورقة بخط اللص أو نعاله “جعله للجرب”، ثم بعد مواجهة مع النفس الأمارة بالسوء، قلت لها لا بد إنه مسلسل خيالي، إلى أن “شعشع” الأمل، حيث تذكرت تصديقي لصفحة كاملة نشرتها صحيفة محلية عن قدرات قسم الأدلة الجنائية في شرطة الرياض، الحقيقة لقد تبخر كل هذا لأن المعنيين مشغولون بتدوين البلاغات لا غير. “الله يعيننا وياهم”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.