تحفل الصحف السعودية بأخبار عن تهديدات تجار برفع الأسعار أكثر فأكثر، مع إلقاء اللوم والمسؤولية على ارتفاع أسعار الواردات والمواد الخام. قلت أكثر فأكثر، لأنه تم رفع الأسعار بالفعل ثم حدثت “فعلاً” زيادة أخرى والآن ينتظر إقلاع جديد، هذا هو الإقلاع الوحيد الذي يتم في موعده!
التهديد برفع الأسعار سيطاول سلع مختلفة، من بطاريات السيارات وإطاراتها إلى العصير والألبان، الكل يهدد، أما الصامت الأكبر فهو الجهات المعنية، وزارة التجارة نموذجاً، أما الذي لا يعرف مصيره فهو اللجان التي قيل عن تشكيلها أول ما رفع التجار الأسعار، طمعاً بزيادة الرواتب الطفيفة، والغريب أننا لم نر إعلاناً عن “فقدان” تلك اللجان، يفترض أن يعلن عن اختفائها وعلى مَنْ يعثر عليها الاتصال بأرقام التبليغ وله الأجر والثواب.
يخبرنا الواقع أن تلك الزيادة البسيطة في الرواتب لم تُشْفِ غليل أصحابها… فهل يمكن أن نتفق مع التجار بأن نعيد زيادة الـ15 في المئة ويعيدون الأسعار إلى ما كانت عليه!
وانظر إلى الإجراءات التي اتخذتها الكويت باحترام وتقدير، تتلمس في مثل تلك الإجراءات التي فكت الارتباط بالدولار شعوراً بحاجات المواطنين واهتماماً حقيقياً باقتصاد البلاد، اهتمام يتجاوز التصريحات والإعلان عن نيات لتشكيل لجان لا يرى لها أثر، ولم يتوقف الأمر في الكويت عند الشعور بحاجات المواطنين، بل تجاوزه إلى فعل سريع ومتتابع في إصلاح وضع الدينار، أما الريال السعودي فهو يتعرض للتآكل ومؤسسة النقد العربي السعودي مشغولة بشهادات الجودة!
بين “النقد والتجارة” تعرض الناس لأكبر خسارة، ومجلس الشورى مشغول بأمور أخرى أكثر أهمية و… استراتيجية! أما وزارة “التخطيط والاقتصاد” فقد اكتفت بالإعلان عن تقدم طفيف “بحجم عين النملة” في استراتيجية السعودة، بعد إعلانها طيب الذكر عن القضاء على الفقر.
للتجار الحق في أن يهددوا ويتوعدوا، فلم نعهد منهم إلا مثل هذا، وللمستهلك الحق في رفع يديه والدعاء للسميع البصير عز وجل.
****
في موسم الصيف يتجول الناس فتتكشف لهم الأمور، من أوضاع السياحة الداخلية وغلاء الأسعار إلى المطارات وأحوالها.
الأخ ناصر كتب إلى هذه الزاوية عن سوء أوضاع مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وكتب عن هذا المطار “منذ زمن طويل” ما لو تم جمعه لأصبح خطة عمل للإصلاح من دون حاجة إلى شركات استشارية، من الازدحام وتردي الخدمات وسوء التكييف… إلخ، وكنا إلى وقت قريب ننظر إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض على أنه الأفضل بين المطارات السعودية، زيارة قصيرة لك “ظهراً” تخبرك أن أوضاعه تلحق سريعاً بأوضاع مطار الملك عبدالعزيز، و… الأيام “بينما”!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط