خبر نشرته صحف محلية عنوانه يقول: “إعجاب دولي بعروض الكشافة السعودية” ضمن فعاليات المخيم الكشفي العالمي 21 المقام في لندن، وفي الخبر كلمات كثيرة عن التميز وإعجاب الوفود وتوزيع التمر والقهوة العربية والأكلات الشعبية… الخ، وبجواره تظهر صورة لشباب الكشافة ضاحكين يؤدون العرضة الشعبية، أمامنا خبر طيب وصور باسمة، لكن اقرأ معي ما حدثني به شاهد عيان من داخل المعسكر الدولي، وهو رجل أثق به بعد تجارب، يقول صديقي مدفوعاً بغيرة جعلته يتصل في منتصف الليل ما يناقض الصورة والخبر.
تم حصر شباب الكشافة السعوديين، في الجناح المخصص لهم ولا يسمح لهم بمغادرته إلا بإذن ولحاجة ملحة، بمعنى أنهم يمنعون من التجول داخل المعسكر الدولي ومشاهدة فعالياته أو زيارة أجنحة الدول المشاركة، ولم توفر لهم إدارة الوفد زيارات إلى معالم لندن السياحية، أيضاً لم توفر لهم هدايا تذكارية، ففي حين يزور الجناح أفراد كشافة من دول أخرى، حاملين معهم هدايا تذكارية عن بلادهم لا يجد الكشافة السعوديون ما يقدمونه لهم. لذلك عاش “الشباب المبتسم” حال إحباط وحرج في المعسكر. أما التمر والقهوة وأمور أخرى فلها “سالفة ثانية” ربما يحين وقتها مستقبلاً، وفي الخبر أن وزير التربية السعودي زار الوفد في المعسكر واجتمع بالمعنيين، مطالباً بالاستفادة من الخبرات التي تم اكتسابها.
عزيزي القارئ، ماذا تتوقع عن نوعية الخبرات التي اكتسبها شباب تم حصرهم في جناحهم، بظروف مثل تلك! وهل تعتقد بأنها خبرات إيجابية أم سلبية؟ أطلب من الأخوة الصحافيين أن يحرصوا على استقبال شباب الكشافة عند وصولهم إلى البلاد بعد أيام قليلة، وإذا ما أحسنوا طرح الأسئلة قد يجدون صيداً صحافياً دسماً.
****
نفى وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي الدكتور يعقوب المزروع أن يكون هناك نقص في الأدوية، وبرّأ الاعتمادات المالية، مشيراً إلى أنها في ازدياد.
قضية نقص الأدوية حقيقة واقعة، خصوصاً أدوية الأمراض المزمنة، الجميع يعلم أن “الدولة ما قصرت”، في الاعتمادات المالية، لكن المشكلة في إداراتها وضبطها والرقابة عليها وحسن تصريفها.
نقص الأدوية تجاوز المستشفيات الحكومية إلى الصيدليات التجارية، وليس سراً إن بعض تجار الأدوية يحتكرون أصنافاً منها ويتحكمون بالمرضى، حتى أن بعض المواطنين يوصون المسافرين لجلب أدوية معهم.
أحد الأخوة يقدم نموذجاً طازجاً لسعادة الوكيل، بعد محاولاته مع ثلاثين صيدلية، حيث يقول: “الوالدة تعاني من مرض الشلل الرعاش ولا يوجد له علاج سوى حبوب مسكنة مرتفعة السعر، على رغم ذلك – ولله الحمد – نشتريها، ولكن لنا يومان في جدة لا نجدها في الصيدليات، وهي متوافرة في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، لكن لن نصل إلى الدكتور إلا بموعد بعد ثلاثة أشهر أو أكثر”!