لو كانت لدينا جهات رقابية فاعلة تشرف على الوزارات والهيئات وتحاسبها أولاً بأول، لما تحذفت علينا المصائب من كل حدب، من معاجين الأسنان إلى علف الحيوان، ومن العجب أن الخلل لا يراه سوى المواطن، فيما تخففه الجهة الحكومية بداية، بعدم الاهتمام، ثم التهوين بالقول إنه “محدود”، على سبيل المثال في وزارة الصحة مع مرض “الحصبة” التي تقول الوزارة الآن! إنها جهزت حملة للتطعيم ضدها، عندما ظهرت الحصبة في إحدى مناطق السعودية قبل أشهر عدة، جرى التهوين من خطورتها ثم جاءت الحملة! لتثبت أن المواطن والإعلام على حق.
بدأت بالإنسان ثم أتناول الحيوان، ففي قضية نفوق الإبل وقبل عام كامل بأيامه ولياليه، كانت هناك قضية لم تتم مواجهتها كما يجب من وزارة الزراعة، وهي تذكرنا بالملابسات عند “انكشاف” حمى الوادي المتصدع، وكيف أن أحد الإخوة حذر منها قبل زمن بعيد من دون اهتمام رسمي فكان ما كان.
وأشكر الأخت العزيزة “أم محمد” حفظها الله تعالى وجزاها خير الجزاء، التي لم تنس صورة مواطن حزين يجلس على بعير نافق!
وبحثت إلى أن وجدت ما نشرته صحيفة “الرياض” في تاريخ الثلثاء 22 آب (أغسطس) 2006، تحت عنوان “مواطن بمحافظة الحريق يفقد 50 رأساً من إبله في مرض غامض”، كان هذا منذ عام كامل! وهو تحقيق أهديه لمعالي وزير الزراعة، الذي اكتفى أخيراً بتبرئة صوامع الغلال، ومن التحقيق الذي أعده سعد الشبانات أوجز الآتي: “السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا تأخذ “الزراعة” الأمر على محمل الجد ويكون هناك إشراف مباشر على المشكلة، ومن ثم تعمل على فحص العينات التي أخذت لمعرفة الحقيقة ووضع حد لتلك النتائج المتضاربة، والتكهنات المحصورة بين التسمم الدموي والأعلاف الملوثة، فمن الذي يضمن عدم انتشار المرض القاتل لبقية قطاعات الإبل في مختلف مناطق المملكة؟ أم أننا وكالعادة سنتدخل في الوقت الضائع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عندما يعم الضرر ويخرج عن نطاق الخسائر الفردية إلى الجماعات، فأهالي “الحريق” دائماً يناشدون المسؤولين بضرورة توفير فرق بيطرية مؤهلة وعلى مستوى الكفاءة والاستعداد، لتقوم بدورها كاملاً في حماية الثروة الحيوانية. ويقول الحوطي بعد طول انتظار: “للأسف جاءت نتائج فحص “الزراعة” مخيبة للآمال وخارجة عن نطاق المعقول، بعد أن أشارت إلى عدم وجود سبب محدد للوفاة. فهل من المنطق موت ابلي الواحد تلو الآخر بشكل جماعي إلى أن يصل العدد إلى أكثر من 50 رأساً من دون أن يكون هناك وباء أو سبب محدد للوفاة”. انتهى.
لقد حدث ما حذر منه سعد الشبانات منذ عام كامل، وأصبحت مصيبة المواطن إبراهيم الحوطي (الذي يجب أن يشمله التعويض) مصيبة الجميع، والوزارة في “حيص بيص” أمام لغز البعارين الميتة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط