اكتب في الساعات الأولى من صباح يوم السبت وما زال التيار الكهربائي مقطوعاً عن محافظتي وادي الدواسر والسليل، منذ الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء، ومن اتصال بأحد المواطنين هناك علمت أنه خلال تلك الفترة عاد التيار لساعتين فقط، وتم تقديم بعض المباني الحكومية في إعادة التيار على رغم أنها أيام الإجازة الأسبوعية! وكان الأولى بشركة الكهرباء أن تعطي الأولوية للمساكن التي يوجد فيها الناس مع عائلاتهم في أحوال صعبة، قيظ وصيام، بعض الصحف قالت ان وادي الدواسر والسليل عادا إلى الوراء 50 عاماً، إذ توقفت مظاهر الحياة بعد انقطاع التيار الكهربائي، لم يتبق سوى محطة بنزين واحدة ازدحم عليها السكان، وأهل الوادي لم يفيقوا من كارثة نفوق الإبل حتى يصابوا بانقطاع التيار الكهربائي، عصب الحياة، بهذه الشمولية وطول المدة، أصبح قالب الثلج عزيزاً، وهاجر بعض السكان، أعلم انه حادث حريق وهناك لجنة تحقق فيه، لكن كان على شركة الكهرباء أن تكون مستعدة لحالات الطوارئ، خصوصاً أن بعض الأهالي يؤكدون أن العمر الافتراضي لتلك المحطة بلغ من العمر أرذله، والشركة أسرعت بالإعلان عن نقل مولدات كهرباء من مناطق أخرى للمساعدة، لكن الساعة الواحدة صيفاً في رمضان عن أيام.
في وادي الدواسر مشاريع زراعية ضخمة، تمتلكها شركات مساهمة ورجال أعمال يسر الله عليهم، لم نقرأ أن أحداً منهم تحرك للأسف لحظة وقوع الحادثة، كان من ابسط الأمور أن تجهز برادات على شاحنات مثل تلك التي تنقل الألبان والمواد الغذائية، وتقدم لسكان المحافظتين إلى حين إصلاح الخلل، خصوصاً أن مخزون الأهالي من الغذاء المبرد عرضة للفساد، والأصل أن تسعى المشاريع الخاصة لتنمية المناطق المقامة فيها أولاً وتطويرها، ولو كانت هناك خطط للطوارئ لكانت البرادات المتحركة أول إجراء على جدول الأعمال، لماذا لم نستفد من خبرة لدينا في نقل البرادات إلى الخارج؟
من حق أهالي وادي الدواسر والسليل والقرى المحيطة بهم مطالبة شركة الكهرباء بتعويضات عن الأضرار، لا ننسى أنها تقطع التيار على المشترك إذا لم يسدد، ومن حقهم عليها العمل على ألا يتعرضوا لمثل هذه الحادثة مستقبلاً، وهي مع غيرها من الجهات مدعوة لوضع الخطط لحالات الطوارئ في جميع المواقع الحيوية.
أرى في انقطاع التيار الكهربائي دعوة – بحجم الانقطاع – لإعادة النظر في أحوال هذه البقعة العزيزة من بلادنا، على سبيل المثال لا الحصر، المستشفى العام الجديد ما زال ينتظر تحت الإنشاء منذ سنوات، ومشروع المياه الجديد ما زال أيضاً لسنوات تحت الإنشاء، والأهالي يعيشون على صهاريج المياه وغيرها من الحاجات الملحة.
أقول “لعلها خيرة”، انقطاع التيار وضع معاناتكم وحاجاتكم في الواجهة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط