“الوقاية هي الغاية” هذا هو شعار الدفاع المدني في السعودية منذ فترة طويلة، نشاهده في المطويات والإرشادات التي يصدرها، وبعض لوحات الشوارع المضيئة على شكل إعلان توعوي، وحريق ضخم بحجم حريق البطحاء وسط مدينة الرياض يطرح التساؤل عن النجاح في تحقيق ذلك الشعار على ارض الميدان، ليتحول من شعار إلى واقع ملموس، خصوصاً أن البطحاء موقع مرشح لأخطار الحرائق وسبق وان تعرض لمثلها، أضف إلى هذا الإمكانات الكبيرة الموفّرة لهذا الجهاز، ومنها فرق للمتابعة الميدانية، فلا يرخص لمحل تجاري إلا بعد الحصول على شهادة منه بأنه تم اتخاذ إجراءات السلامة المناسبة.
شهود العيان، كما نقلت بعض الصحف، ذكروا أن الحريق اندلع في أكثر من موقع قبيل الإفطار، وهو ما يشير إلى احتمالات الشبهة الجنائية، معروف أن وقت الإفطار في رمضان الكريم هو وقت الهدوء وانصراف الناس عن الأسواق والشوارع، ومن تحقيقات الصحف أيضاً ظهر أن بعض التجار هم من العمالة، قال بعضهم وبالأسماء إنهم خسروا بضائعهم، وهو ما يفتح ملف التستر التجاري الذي لم يعد يذكر كثيراً وكأنه تم التكيف معه.
من منطلق الاستفادة من هذه الحادثة، من المهم العودة إلى تاريخ هذه السوق الحيوية العتيقة، معلوم أن سوق البطحاء هي مركز العمالة عملاً وتسوقاً وتسكعاً، وخلال العقد الماضي تعرضت هذه السوق إلى تغيرات ديموغرافية، حيث كانت تسيطر على الأعمال التجارية فيها “أو العمل في تلك المحال التجارية إن شئت”، عمالة من جنسية معينة، ثم تغيرت لأسباب معروفة لتحل بدلاً منها عمالة أخرى من جنسيات أخرى، ثم عودة إلى تغيرات جديدة، وإذا علمنا أهمية هذه السوق بحكم كونها مصدراً رئيسياً للكثير من البضائع الاستهلاكية بالجملة للعاصمة والمحافظات المحيطة بها، ومنطقة جذب تجاري لها أهمية كبيرة، يمكن للمرء التفكير في احتمالات الشبهة الجنائية، من هذا المنطلق لا بد للمحققين من وضع صراعات العمالة التجارية للاستحواذ على السوق للسيطرة عليها وطرد بعض المنافسين منها على قائمة الدوافع المحتملة، ومن هذا الافتراض يمكن التفكير المستقبلي بأخطار ترك العمالة تستحوذ على مواقع أو مهن بعينها، حتى وإن تغطى بعضها شكلاً بأسماء مواطنين نائمين، ويرى المراقب أن كثيراً من النشاطات تصطبغ غالباً بجنسية محددة تعمل وفق نظام مغلق وإن لم يعلن، فلا تسمح لغيرها بالحصول على الخبرة أو الفرصة، خصوصاً المواطنين، والأمثلة كثيرة.
رجال الإطفاء الذين وقفوا خلف خراطيم المياه وجاهدوا للحد من الخسائر لهم مني الدعاء بأن يجعل الله تعالى ذلك في موازين أعمالهم، ولأصحاب الحلال الدعاء بأن يعوضهم الله خيراً.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط