في تغليب المصالح (2 من 2)

ومن تغليب مصالح رجال الأعمال أن يترك أمر استقدام الأيدي العاملة للجنة تمثلهم… هم فقط لا غير، فلا تمثيل للمستفيد الأخير (المواطن) الذي يدفع الكلفة كاملة مع الأرباح لهم، ويتضرر من التأخير والهروب وتردي مستويات تلك العمالة المستقدمة، في حين أن مكاتب الاستقدام لا تتحمل شيئاً يذكر إلا قلة قليلة منها تخشى على خبراتها وثقة اكتسبتها من الضياع في حمى التصريحات والمناوشات الصحافية التي تضر أكثر مما تنفع مع جهات عمالية رسمية في الدول المصدرة، والأصل أن وزارة العمل معنية بالمجتمع بكل شرائحه، رجال أعمال كانوا أم مستخدمين أفراد للعمالة، هي معنية بخريطة الاستقدام والهروب والمخالفات على درجاتها المختلفة، إضافة إلى تشغيل العمالة غير النظامية والواجب عليها أن تعطي هذه القضية الاهتمام الذي تستحقه للآثار الاقتصادية والاجتماعية التي تنخر في المجتمع بسبب استفحال هذا الأمر من دون حلول جذرية، وأقول خريطة لأن هناك عدداً من جنسيات العمالة وضح كثرة المخالفين منها حتى أصبحت هي الصورة المختزنة عنهم في المجتمع وتحفل الصحف المحلية بأخبار تلك التجاوزات كل يوم تقريباً، ومع ذلك تعلن الوزارة عن ازدياد عدد التأشيرات الممنوحة لجنسية منها، وكأنها لا تتابع ما يحدث! يمكن لوزارة العمل الاستفادة من خبرات وزارة الداخلية التي لها رصيد في التعامل مع هذا الملف الضخم والمؤثر، وإذا نظرت إلى الأفق المستقبلي لهذا الملف لا تجد استراتيجية واضحة المعالم  تحمل في طياتها حلولاً ناجعة.
إذا كانت الأخبار نقلت إعلاناً من أحد السفراء الهنود في دولة خليجية عن عزمهم رفع رواتب العمالة الهندية، فإنه من المهم تحديد التزامات هذه الدول تجاه العمالة المستقدمة، ومن أهمها أن تتعهد هذه الدول بعدم السماح لأصحاب السوابق بالسفر للعمل في بلدان الخليج، هذا أول شرط يتبعه في الأهمية إعادة كل من يُطلب في قضية جنائية وفق اتفاق واضح. إن الذين قتلوا وسرقوا وتمكنوا من السفر بأساليب عجيبة تبخرت حقوق من أجرموا بحقهم، وهم في الغالب مواطنون لا تذكر حقوقهم بقدر ما ينبه دائما عن واجباتهم، أيضاً على وزارة العمل أن تحمّل مكاتب الاستقدام في السعودية مسؤولياتها الحقيقية تجاه العمالة التي تستقدمها، بالنسبة إلى المواطن أو المقيم، فإن مكتب الاستقدام هو الذي اختار وقرر صلاحية العامل أو العاملة، وهو الذي أودعت في حسابه الأموال ولا يعقل أن يستمر في القيام بدور سمسار بدائي لم يستطع أن يطور عمله.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.