حكم المليون

مليون ريال غرامة على طبيبتين (نساء وولادة) في مستشفى في إحدى محافظات منطقة مكة المكرمة، السبب أخطاء طبية أدت إلى فقدان المولود منافع عدة، الطبيبة الأولى غرمت 600 ألف ريال والبقية على الثانية، ولا تسألني هل نفذ هذا الحكم أم لا؟ لأن علمي وقف عند صدور الحكم.
تساءلت عندما علمت بصورة خاصة عن صدور هذا الحكم الذي تشكر عليه اللجنة الطبية الشرعية المعنية، سؤالي يقول لماذا لم يُنشر عنه خبر في وسائل الإعلام، النشر عن تعويض بمبلغ مثل هذا أمر مهم، إذ تعودنا نشر أحكام لبعض اللجان الطبية الشرعية لا تتجاوز مبالغها الـ30 ألفاً أو في فلكها، حكم اللجنة الطبية الشرعية صدر في مستهل هذا العام الهجري أي منذ عشرة اشهر على الأقل، أطرح سؤال في ما يتعلق بالأخطاء الطبية المتكررة، وأضيف للسؤال أسئلة أخرى عن مصير قضايا أخطاء طبية قيل انه شُكّلت لها لجان للتحقيق، ولم يُعلن عن أعمالها – وما توصلت إليه – شيء يذكر، ما يشير إلى عدم اهتمام بالرأي العام.
لماذا التأخير في إعلان قرارات وأحكام اللجان والانتقائية عند الإعلان؟ ثم من يستطيع أن يقدر الضرر المعنوي النفسي على أهالي ضحايا الذين ماتوا أو أصبحوا عاجزين بصورة أو بأخرى؟ هل يمكن قياسها بالملايين؟ نحن نعلم أن “الدية” الشرعية ما زالت على “سعرها” القديم على رغم ارتفاع أسعار كل شيء، حتى رسوم الكشف الطبي وإجراء الجراحات.
لم تنشر وزارة الصحة خبراً عن حكم المليون، وهي القريبة حد الغوص من الاعلام، فهي تنشر من خلاله يومياً أخباراً كثيرة اقل أهمية، الهدف من حرصي على النشر هو تحقيق الردع، وتوعية المتضررين من الأخطاء الطبية بحقوقهم وسبل التوصل لنيلها.
في جانب آخر، يعقد مستشفى قوى الأمن في الرياض مؤتمراً عن الأخطاء الطبية، تحت اسم “المخاطر السريرية في طب النساء والتوليد”، وهو تخصص يعاني من كثرة الأخطاء الطبية القاتلة، من المنتظر أن يخلص المؤتمر إلى توصيات ايجابية، بالنسبة للإعلاميين نحن ننتظر أرقاماً حقيقية تفصيلية عن الأخطاء الطبية في بلادنا وأسبابها من وجهة نظر المشاركين، مع أمل بألا يتحول المؤتمر لتجميل واقع الأخطاء الطبية في السعودية، الذي يعرفه الجميع بمقارنات تضر أكثر مما تنفع.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.