متابعات

أول فعل ايجابي مضاد من وزارة الزراعة على قضية نفوق الإبل، هو ما أعلنه وكيل الوزارة للثروة الحيوانية عن إنشاء مركز متخصص في تغذية الابل، بالتعاون مع منظمة الزراعة والأغذية الدولية، رصد له 20 مليون ريال، جاء هذا في ندوة عن تغذية الإبل عُقدت في وادي الدواسر.
لست متخصصاً، حتى أعلق على مبلغ مثل هذا هو كافٍ أم لا، مع تأخر طويل في هذا الاتجاه بعمر الإبل في الصحراء، بل أشير مرة أخرى لعزوف المتخصصين من الأكاديميين الغائبين عن قضية نفوق الإبل، اكتفى هؤلاء بالفرجة، ربما لدى بعض منهم حذر من الظهور حتى لا تحرج الوزارة! ألم يقعوا في محظور كتمان العلم؟
التنويه بإيجابية إنشاء مركز من هذا النوع مستحق، ستزداد الايجابية إذا تعاملت الوزارة بشفافية مع الرأي العام، خصوصاً عن دور صوامع الغلال في القضية. تقول المعلومات المتوافرة لدي غير الرسمية، أن ثلثي حالات النفوق حصلت في وادي الدواسر فهو الأكثر تضرراً، وان الرقم الحقيقي اكبر من المعلن بكثير، إذاً مركز من ذلك النوع يجب أن يكون مقره هناك في الوادي، بعيداً عن البيروقراطية، وقريباً من الحلال المتضرر، مركز ميداني علمي وعملي، لا واجهة إدارية براقة فقط. أيضاً من المهم الاستفادة من الخبرة الشعبية العريضة عن الإبل وأحوالها، بتدوين ما في رؤوس الخبراء الشعبيين، هذا من تنشيط اقتصاد البادية المهمّش لعلّي أتمكّن من نقاشه باستفاضة مستقبلاً.
****
21 في المئة نسبة السعودة بين الأطباء في المملكة، رقم ذكره وزير الصحة الدكتور حمد المانع في ندوة عن دور الطبيب السعودي، عُقدت في الرياض الأسبوع الماضي، الحقيقة أن الجودة المهنية والأخلاقية مقدمة على السعودة، لأن الغرض هو التطبيب والرعاية لا التوظيف، إذا كان هناك تساوٍ يمكن عندها تفضيل السعودة، لعل الدكتور حمد المانع اطلع على تحقيق لصحيفة “الحياة” نشرته يوم الأربعاء 24 تشرين الأول (أكتوبر) بعنوان “تهديد أطباء مستشفى ومركز الأورام بالفصل في حال تعاملهم مع الصحافة!” العنوان كافٍ لمعرفة المضمون، وهو يشير إلى أسلوب التعامل مع الطبيب، في التحقيق المزيد، أيضاً لعله اطلع على سلسلة مقالات للدكتور عبدالله الطويرقي في صحيفة “اليوم” عن أحوال أطباء مع فرع وزارة الخدمة المدنية في جدة، إن من واجبات وزارة الصحة حماية حقوق الأطباء وتوفير البيئة المناسبة لهم. لا اخفي على القارئ العزيز انني تمنيت معرفة رقم لم يذكر في ما نشر عن ندوة “دور الطبيب”، وهو عدد الأطباء السعوديين الذين ابتلعتهم المناصب الإدارية، وكم خسرنا من أطباء تحوّلوا إلى “سعادة الدكتور”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.