فورات الصحافة

تهتم الصحافة السعودية بالقضايا المحلية عند تصاعدها، اقصد بها تلك القضايا التي تهم الشارع وتطاول اكبر عدد من الناس، فتصبح قضايا رأي عام، ويشارك عدد من كتّاب الرأي في الاهتمام، هذا هو أول واجبات الصحافة، إلا انه عند إعلان الجهة المسؤولة عن تشكيل لجنة للتحقيق في قضية من تلك القضايا، تخف حماسة الصحافة، لتبدأ في نشر أخبار اللجنة التي غالباً ما تتأخر في الإعلان عن النتائج، أو تضعها في دائرة السرية، مثلما حصل مع نفوق الإبل أو غلاء الأسعار، وغيرها مما يطول ذكره، أيضاً تخف حماسة كثير من الزملاء كتّاب الرأي، على رغم أن القضية تكون عندها في ذروة الذروة، يضاف إلى ذلك، قبل وبعد عزوف المتخصصين عن الإدلاء بآرائهم، خذ مثلاً قضية نفوق الإبل هل قرأت لباحث أو دكتور في الأعلاف وتصنيعها أو الثروة الحيوانية عنها؟ تذكر كم كلية زراعة ومركز أبحاث في بلادنا؟
يحرص أصحاب الرأي، ضمنهم الموقّع أدناه، مجتهدين على الكتابة عن قضايا حيوية من إيمان راسخ بأن الجهة الحكومية المعنية أو من يراقب أداءها مثل مجلس الشورى، مسؤول عن التقويم وتحقيق العدالة، وصولاً لتحقيق المصلحة العامة للمجتمع والاقتصاد والبلاد، وتهدف الكتابة، بحسب رأيي المتواضع، إلى إصلاح ما يظهر اعوجاجه ومعرفة أسباب الأخطاء تمهيداً للقضاء عليها، إما بإصدار أنظمة جديدة تسد ثغرات بان اتساعها، أو بتغييرات إدارية أعلنت الأخطاء عدم قدرتها على إدارة دفة تمسك بزمامها. من هنا يجب وباستفاضة مناقشة وتحليل ما يصدر عن لجان التحقيق، أو كما يطلق عليها مجلس الشورى لجان الدراسة حتى ولو كان ما صدر مقتضباً ومعمماً.
لذلك فالصحافة تحريرياً والزملاء أصحاب الزوايا، خصوصاً الثابتة والمختصين من أصحاب الشهادات العليا في الاختصاص مدعوون للقيام بواجباتهم التي أراها واجبات وطنية، خصوصاً عندما تصل قضايا رأي عام إلى ما كانوا يطمحون إليه من التحقيق أو المساءلة، الحقيقة أنه ينطبق على بعضنا، في الصحافة، المثل الشعبي القائل: “مثل رضاح العبس” والرضح في اللغة هو الرض والكسر، أما العبس باللهجة الشعبية فهو نوى التمر، “رضاح العبس” هذا عندما بقيت نواة واحدة أصابه الملل فنثر على التراب كل ما جمعه من النوى الرضيح، فذهب جهده وتعبه هباء، لماذا يا ترى؟ ربما انشغل بنوى المشمش.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.