“الثقافة ليست حكراً”، أجبرني هذا الجزء من عنوان اختارته “الحياة” لتصريح وكيل وزارة الإعلام الدكتور عبدالله الجاسر على أن افتح ملفاً لست سعيداً بفتحه، خصوصاً أنه تحدث عن الاحتكار، حديث الوكيل يصب في أن الثقافة ليست حكراً على وزارة الإعلام، المعنى أن جهات أخرى عليها القيام بواجب ثقافي، يظهر لي – والله أعلم – أن لدى وزارة الإعلام السعودية ملاحظات على أعمال جهات أخرى، فاكتفت بالتلميح بدلاً من التصريح، ما دمنا في صدد “الاحتكار”، اسأل وزارة اعلامنا الموقرة عن أسباب احتكار أسماء بعينها لتمثيل السعودية الثقافي في الوفود والأسابيع التي تذهب إلى الخارج، وحتى لا أُفهم خطأ – وهو الخطأ الشائع! – اكتفى بالتلميح عملاً بسنة الوزارة، وأسجل هنا ما يثبت أن الموقّع أدناه لا يطلب شيئاً لنفسه بإعلان اعتذاري عن قبول دعوات… من هذا النوع، قد تصل لاحقاً! الهدف هو ألا يكون هناك احتكار.
***
وافقت شركة “ميرك” للأدوية الأميركية على دفع تعويضات تصل إلى خمسة بلايين دولار، التعويضات لأفراد تضرروا من منتج دوائي لها اسمه “فايوكس” سحبته الشركة من الأسواق في أيلول (سبتمبر) 2004.
طُرح “فايوكس” للأسواق كمسكن فعال لالتهابات المفاصل، ثم ثبت لاحقاً أنه يزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والقلبية لدى مستخدميه بمقدار الضعف، ويعتقد أنه تسبب في وفاة بعضهم. انتهى الخبر الذي لم أجد له صدى عندنا، ولا أدري ما أحوال مرضانا مع هذا الدواء، أم انه مثل بعض موديلات السيارات التي تُكتشف فيها أخطاء مصنعية ويعلن لاحقاً… انه لم يُسوق مثيل لها في السعودية، على اعتبار أن سوقنا نظيفة حتى من الرقابة.
***
اشترى احد العمال موقداً كهربائياً صينياً، جديداً، من محل في الرياض بخمسين ريالاً، طبخ عليه “بيض عيون” لمرة واحدة فاحترق الموقد، البائع رفض إعادة الموقد “العطلان”. من حرية الاقتصاد في السعودية أن البضاعة لا ترد ولا تستبدل، مثل هذه الحادثة تتكرر أكثر مع المنتجات الصينية، وفي الأجهزة الكهربائية الخطورة اشد، والدفايات منها ستشهد طلباً مرتفعاً بعد أيام. 50 ريالاً بالنسبة لدخل عامل مبلغ كبير، وبحكم أن الحماية في بلادنا هي للوكالات القوية لا للمستهلك، والوزارة المعنية ستقول إن الاقتصاد حر، والسوق تنافسية، والمواصفات ستردد أنها جهة تشريعية، فيما تلتزم الجمارك الصمت كالعادة، فكرت في حل مفيد ربما يحرك الساكن، وهو أن نحدد يوماً معيناً نجمع فيه ما يتيسر من الأجهزة الكهربائية الصينية السيئة الفعالية ثم نضعها أمام أبواب السفارة الصينية في الرياض… مع لوحة غير مترجمة تقول “هذا خبزك يا الصينية… قرمشيه”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط