آخر تحديث

أقترح على الزملاء محرري الصفحات الخاصة بالإنترنت أن يضعوا جدولاً للمواقع الحكومية الخدماتية غير المحدثة، بعنوان: “أسوأ المواقع”، أو “المواقع النائمة” على وزن الخلايا النائمة… ربما يسارعون في إصلاحها، وجدولاً آخر للجهات التي ليس لديها مواقع انترنت، مثل وزارة الحج بعنوان: “جهات خارج نطاق الخدمة”، أو “جهات لا تقبل سوى “المعاريض” الورقية”.
 المهندس شادي محمد أرسل ملاحظة تقول إن عدم وجود موقع لجهة ما – يقصد وزارة الحج – أفضل من موقع قديم “مغبَّر” لم يتم تحديثه. بحكم عمله بحث شادي عن مواقع المستشفيات فوجد موقعاً لمستشفى الملك فهد في المدينة المنورة كان آخر تحديث لصفحته الرئيسية عام 2004! أما الداخلية، مثل: صفحة “اسأل طبيبك” ففي عام 2002!، تخيلْ سؤالك  لطبيبك “على قولتهم” منذ ذلك العام وما زلت تنتظر الإجابة! أما ذروة الطرافة في هذا الباب فهي قائمة بجميع بلدان العالم لتختار منها من أين أرسلت سؤالك للطبيب المنتظر؟ يا جماعة اخدموا المدينة المنورة أولاً ثم لنفكر في يوغسلافيا.
ما ورد أعلاه ليس إلا نموذجاً على خطوات الخدمات الإلكترونية الرسمية المتعثرة.
مواقع الإنترنت الحكومية تدل على أوضاع جهاتها، إما النشاط والحيوية وتفاعُل مع خلق الله، للوفاء بحاجاتهم، وإما النوم في العسل مع واجهة تستمر في الإضاءة برسم سنوي بسيط. هنا يفضل تعليق لوحة: “الرجاء عدم الإزعاج”.
النماذج الأخيرة من الجهات الحكومية، خارج نطاق الخدمة… هل يعي مسؤولوها أن الحكومة الإلكترونية هي مشروع دولة يراهن عليها الملك عبدالله وولي عهده الأمير سلطان، حرصاً منهم على تحسين الخدمات وتسهيل أمور الشعب واستعداداً لمواجهة مستقبل تنافسي شرس يتغير لحظياً.
الحقيقة أنني أختلف مع الأخ شادي، فجهة مثل وزارة الحج إذا لم تشيد موقعاً ضخماً متفاعلاً على الإنترنت فإلى أين تذهب موازناتها؟. أخيراً أعلنت هذه الوزارة عن منع استخدام أسماء وعاظ ودعاة في الترويج لحملات الحج، يقولون أن تصل متأخراً أفضل من ألاّ تصل أبداً، يظهر أن الوزارة ستحتاج إلى سنوات طوال، لتوفير المعلومات للحجاج والمعتمرين بيسر وسهولة، ثم سنوات للاستمرار في تحديثها، خلال هذه المدة عليك عزيزي الحاج والمعتمر أن تضع نسبة كبيرة للمخاطرة، لئلا تقع في أيدي أصحاب الحملات الوهمية وشبه الوهمية، عليك أن تحتسب إذا وقعت وتُردّد من سويداء  قلبك: “حسبي الله ونعم الوكيل… على من لا يقوم بواجبه”. أما الحملات شبه الوهمية فهي التي يعد أصحابها بخدمات ولا يقدمون سوى نصفها أو أقل وهو أمر يطول الخوض فيه.
لأن وزارة الحج لم تتفاعل، أقترح عليها عقد دورات تدريبية للحجاج والمعتمرين “جميعاً”! في مبناها بالرياض، كل 50 ألف نسمة في غرفة، يلقي مسؤولوها فيها محاضرات عن كيفية معرفة الحملات الوهمية من غير الوهمية، يمكن على الهامش إقامة مؤتمر، “المؤتمر الأول لتوعية الحجاج والمعتمرين في معرفة الصادقين من النصّابين”!  وإذا اقترحتْ رسماً… هل يجد اقتراحها صدى؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.