مثل محل أو دكان أصبحت هذه الزاوية، إذ استوطنت فيها الدواجن جبراً، لا لولع بمنتجات الدواجن – ولله الحمد والمنة – بل بسبب ما يشاهده المراقب من أسلوب التعامل مع قضية خطيرة مثل انتشار أنفلونزا الطيور في محيط العاصمة.
كتبت سابقاً أن لدينا اتكالية لا على المستوى الفردي فقط بل على مستوى جهات حكومية، في الذهنية البيروقراطية المكتبية هناك من سيفعل ذلك الشيء الذي يجب فعله… من هو؟ الله أعلم… ولكن لابد من أن هناك من سيفعله سواي… هكذا جرت العادة… السبب عدم الجاهزية، لدعةٍ طالت مع جذور الإدارة المكتبية المستوطنة.
ومن متابعة ما يحدث في الرياض منذ الأسبوع الماضي – لنشاط القضاء على بؤر أنفلونزا الطيور التي كشفت عن أنفلونزا جهات حكومية بهدف حصر انتشارها حماية للبشر أولاً ثم لمشاريع ما زالت سلمية – يمكن أن أقول بالفم المليان كما أقول دائماً اللهم لا تكلنا إلا إلى وجهك الكريم العزيز، لا إلى وزارة أو أخرى، فإلى من تكلنا يا الله؟ إلى جهات لا تدري ما تفعل سوى ظهور إعلامي للتطمين، أفض علينا يا ربنا من لطفك واحمنا بقدرتك ليس لنا سواك تعاليت في ملكوتك.
قلت “بالفم المليان” لأنني أتوقع أن في فم أمانة مدينة الرياض الكثير، ولكنها لن تتحدث، جرت العادة أن تجامل الجهات الحكومية بعضها البعض إلا في حالات استثنائية نادرة مثل حمى الوادي المتصدع، لمن يتذكر في تلك الحمى تراشقت الجهات الحكومية الاتهامات ثم خرج الجميع يرددون “سالمه يا سلامة”، ربما سيحصل هذا لاحقاً، الله وحده اعلم.
الواقع الميداني يقول ان أمانة مدينة الرياض هي من يتحمل العبء الثقيل في محاصرة أنفلونزا الطيور، إن لم يكن العبء كله، الموظفون موظفوها وفرق البحث وحتى المطاردة فرقها والعمال عمالها أو عمال شركات متعاقدة معها مثل شركات النظافة، وتبحث عن جهات حكومية أخرى عددها سبع جهات فلا تجد حضوراً يتناسب مع حجم القضية، لا أقول الكارثة مجاملة فقط، مع أنها قضية طوارئ.
من مشاهدات وقراءات ونبش معلومات واستنطاق زملاء ميدانيين اتضح لي ذلك غاية الوضوح، واشكر الإخوة في أمانة مدينة الرياض وأقول لهم احتسبوا جهودكم عند المولى عز وجل، ولا يفت في عضدكم تراخي جهات أخرى عن القيام بواجباتها، على رغم أن لكل منها إمكانات ودوراً واضحاً ملزماً في الخطة الوطنية لمواجهة هذا الوباء وصورة رسمية وصلت لهم تؤكد ذلك، ولان قصد الموقع أدناه التنبيه حتى يتحرك من لم يتحرك أتوقف هنا رغبة في عدم تقليب المواجع.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط