الليث بالليث يذكر

حوار مدير جمعية البر الخيرية في محافظة الليث في صحيفة “الحياة” تفاعل معه عدد من الزملاء الكتّاب. كتب الزميل أ/عبدالله باجبير مطالباً “الغوث لأهل الليث”، أيضاً كتب الزميل أ/خالد السليمان في “عكاظ” “كبسة بالصلصة” عن أحوال فقراء الليث، الكتاب المسكونين بوجع الناس يحاولون التعبير عنهم.
الفقر في الليث لم يهبط بين ليلة وضحاها، كان موجوداً.. في الظل، غير بعيد عن جدة، لكن الصحافيين الحقيقيين سلطوا عليه الضوء.
قبل عام وأشهر استجدى بعض سكان الليث من الفقراء طعام الإفطار للشهر الكريم وخرج مدير الجمعية معلناً صراحة أن “لا شيء عندي”، خلال عام كامل لم تتحرك الجهات المعنية، لا حس ولا “خبز”، مع أن مسؤولاً طالب في مقابلة تلفزيونية بالإبلاغ عن حالات الفقر… التقارير الصحافية المصورة والمقالات ألا تعتبر بلاغاً؟
الموقع أدناه من جماعة “حنا عيال اليوم”، طمعاً في الإسراع لتدارك الوضع المحزن لا غير، فالشتاء يكشّر عن أنيابه، من هنا لنبدأ بالإيجابي.
أشكر وكيل الوزارة للضمان الاجتماعي الأستاذ محمد العقلاء على زيارته، أخيراً قضى الرجل ثلاثة أيام في الليث ومراكزها، متجولاً في طرقها الوعرة، وشاهد عياناً أوضاعاً ربما كان لا يصدق ما كتب عنها، وهو شكر يطرح سؤالاً عن وكالات أخرى في الوزارة، معنية بالفقراء: أين هي عن محافظة الليث ومراكزها، خصوصاً تلك المعنية بالتنمية الاجتماعية ومراقبة أحوال الجمعيات الخيرية. ولأن الليث بالليث يذكر، نشرت “الحياة” رداً من الإخوة الكرام في وزارة الشؤون الاجتماعية على مقال “شق تمرة إلى الليث وصامطة”، كان المقال محاولة للتذكير بالأقربين الأولى بشق تمرة تشتريها الدولة مساعدة للمزارعين، قالت الوزارة إنها “خصصت 40 طناً لجمعية البر الخيرية بالليث.. هذا العام”، اتصلت وسألت وانتظرت حتى تجمعت معلومات من أكثر من مصدر، تقول إنه لم يصل شيء من الأربعين طناً إلى الجمعية حتى الآن؟ أيضاً الوزارة قالت إنها خصصت 40 طناً للجمعية “لهذا العام”؟ فماذا عن أعوام سابقة؟
أترك الحديث عن التنمية الاجتماعية في الليث إلى حين لأهدي الزملاء والقراء معلومات: هل تعلم أن إدارة جمعية “جدم” الخيرية، وهي أحد مراكز الليث تقع على بعد 300 كيلومتر تقريباً في احد أحياء مدينة مكة المكرمة! الإدارة تبعد كل هذه المسافة عن ميدان عملها؟ وهل تعلم أن الرجل الوحيد المسن “عمره مئة عام وأعوام” الذي كتبت عنه هنا “رجل في حضن شجرة” قبل عام كامل ما زال حتى كتابة هذه السطور يعيش في مهب الريح تحت الشجرة نفسها؟ هو نموذج لبرود الفعل على رغم سخونة الحالة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.