“مزاين المرور”

بصراحة “حظ المرور من السماء”، يجدد لوحات ويبيعها بمبالغ معتبرة، وبعد سنوات يقوم بتغييرها ليبيعها مرة أخرى، ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ومادام هناك زبون يبحث عن “التميز” الرقمي على رغم أن حبة خبز “التميز” بريال واحد، “ليش لا”، مع قناعة بأن كل واحد مسؤول عن ماله، واللهم لا حسد حتى لا أُفهم غلط.
 المبالغ الكبيرة جعلت احد الأصدقاء يطلق على مزاد المرور “مزاين اللوحات”.
هنا جملة ملاحظات أسوقها للمرور، منها رؤية أكثر من قارئ مهتم حول اللوحات الجديدة، وهي تتلخص في قراءة أحرفها الإنكليزية، يعتقد البعض انها ستقرأ بالمقلوب، الغالبية الساحقة من السائقين هم من أبناء اللغة العربية، لا بد أن لدى المرور تفسيراً، لعلنا نقرأه. الحقيقة انني حاولت التدقيق في اللوحات الجديدة في الشارع ولم استطع، بسبب الحالة المرورية المعروفة، و “تحسفت” إذ لم استثمر حالة المرور “الرايقة” أثناء عقد مؤتمر أوبك في العاصمة السعودية، كانت القيادة في الشوارع صباحاً سلسة، أصبح السائق يتفحص ما حوله مع انخفاض مؤشر التوتر، الملاحظة الثانية “للنقل والمرور” أرسلها الأخ عبدالعزيز العبدالله عن مخرج 18 بدائري الرياض الجنوبي الممتد شرقاً، حيث يقترح الإسراع في بناء أنفاق ومخارج للتخلص من كثرة الإشارات قبل أن يزدحم الطريق، الرجل يفكر مستقبلياً لعل أحداً يلتفت، أما الثالثة فجاءت من الصديق أبو فراس، أيضاً هي مما فاتني، علمنا أن أحوال الحركة المرورية في الرياض صباحات عقد مؤتمر أوبك كانت سالكة وسهلة وجعلتنا نشعر بالطرق الفسيحة والعالم حولك غير مشحون بشحنات سلبية، نسأل عن السبب، الإجابة تنحصر في إجازة منحت لموظفي الحكومة مع الطلبة، حسناً إذا كان الموظفون والطلبة يذهبون في الصباح الباكر إلى مكاتبهم ومدارسهم فمن هم الذين يتسببون في الازدحام منذ الساعة الثامنة والنصف وحتى الثانية عشرة ظهراً تقريباً، سألني الصديق و “بحلت” أي احترت في الجواب، فهل كل أولئك طلبة “مفاختين” أي هاربون أم موظفون ضلوا الطريق لمكاتبهم، لا يعقل أن يكون كل أولئك متسربين وإلا لتربع المعلمون ومديرو الإدارات يلعبون “كيرم”! وارتفعت أسعار البودرة.
بعد تفكير وتفكير لم أجد سوى فئتين عدم وجودهما في صباح أيام مؤتمر الأوبك أدى إلى انسيابية الحركة المرورية، الأولى سيارات الليموزين التي لا يُعرف عددها، إذ “باتت” في مهاجعها لانخفاض الطلب وعدم فائدة تجوالها مع كلفة الوقود، الفئة الثانية هم المعقبون، إذ لم يتمكن أحد منهم من تعقب معاملة واحدة ضلت طريقها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.