وهي الصفة التي تطلق على فيروس “أنفلونزا الطيور”، الذي وصل إلى النعام في السعودية وافترسه بضراوة، النعامة هي اكبر طائر على وجه الأرض، إذا استثنينا الطائرات، إلا أنها لا تطير… تماماً مثل الدجاج، يظهر أن هذا هو سبب فتك الفيروس بها، وإعدام أكثر من عشرين ألف طائر نعام في مزارع لتربيتها في منطقة الرياض، خسارة كبيرة تضاف إلى ملايين الدجاج المعدم… من العناية والحماية مع استثماراته! طائر النعام البري اختفى منذ زمن بعيد من صحراء الجزيرة العربية وهي أحد مواطنه، مثله مثل كثير من الطيور والحيوانات التي فتك بها الصيد الجائر أو هو الجوع، ثم أعيد اكتشافه قبل سنوات وتوطينه للتربية وأصبحت للحومه سوق خاصة ومطاعم متخصصة، أو لما عرفت طائر النعام عرفته من ريشه، ناعم جميل سلس وبحجم كبير، كانت الريشة الواحدة وإلى حد الآن تستخدم معلماً بين صفحات القرآن الكريم، يضعها القارئ ليعرف الموضع الذي وقف عنده، أيضاً استخدامه في أدوات تنظيف الغبار، وللأسف فإن طيور النعام ستعدم أو هي أعدمت مع ريشها، عوّض الله أصحابها مع أصحاب مزارع الدواجن النظيفة، ربما تحرق أو تدفن مع أن بعض المختصين يحذرون من الدفن من دون إحراق، لئلا تتعرض الأرض والمياه الجوفية للتلوث!
أعود إلى الريش، الحقيقة أننا بحاجة إلى كل ريشة من ريش آلاف طيور النعامة المحكوم عليها بالإعدام، نحتاج إلى أطنان ريش النعام هذا، لاستخدامه في كتاب التنمية والتحديث ونحن نحاول تنفيذه، وكذلك في ملاحقة مثل ملحق “دهاليز البيروقراطية” المدون منذ زمن بالأبيض والأسود، والملحق الجديد الملون لـ “آثار عدم المساءلة والمحاسبة على التنمية”، هذه الحاجة.. ماسة، لئلا نستمر في فتح صفحات جديدة للتطبيق والتنفيذ من كتاب التنمية، مع تناسينا صفحات أقدم قليلاً أبعدها الزمن عن أعيننا، فلا نستفيد من أحداث مهمة سطرت على صفحاتها… فتتبخر حتى الاستفادة من تراكم التجربة، السبب أننا لم نضع ريشة نعام مع كثرها ونعومتها، فيفوت علينا الكثير ونتأخر أكثر، لنجد أنفسنا نعود من حيث بدأنا، والبطء في التعامل مع هذا الحدث وأحداث مشابهة للاستفادة المثلى… أخ غير شقيق للنسيان، إنه الطريق الممهد للعودة إلى المربع الأول.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط