حتى لا نكون دمى

ربما تصلك رسائل من طريق البريد الإلكتروني أو حتى الهاتف الجوال، تدعوك وتحضك على المشاركة في التصويت في ذلك الموقع الإنترنتي أو ذاك، نصرة للنبي الكريم – عليه وآله أفضل الصلاة والسلام – أو لإقفال غرفة محادثة تحاول الإساءة للإسلام، أو لوضع الإسلام والمسلمين في الصدارة من طريق كثرة أعداد المصوتين.
تحثك هذه الرسائل، التي يتولى بعض الإخوة المتحمسين من دون تدبر، إرسالها بالكوم مذيلة بعبارات منها: «انشر تؤجر»، «لا تدعها تتوقف عندك»، «لا تبخل بصوتك»، «نبيك بحاجة إلى نصرتك»، «من ذمتي لذمتك»… وغيرها الكثير من أنواع مطالبتك بالحضور الافتراضي والمشاركة في موقع أو صحيفة أو قناة فضائية تضع مشهداً فيه محاولة للإساءة للإسلام أو العرب وقضاياهم.
زخم يظن معه البعض أن صوته هو المرجِّح وان العالم ينتظره مترقباً سماع الصوت حتى تميل كفة الميزان، وان هذا الترجيح فيه كل الفائدة أو معظمها، بل قد يفكر البعض بأن في تلك المشاركة إبراء للذمة! فتنشط الدورة الدموية وتضخ في الجسد كمية معتبرة من الأدرينالين وتجد أن صوتك غير كاف، فتبحث عن أصوات مبحوحة إضافية… قائلاً: «ربع تعاونوا ما ذلّوا».. أرسل!
الموقِّع أدناه يقترح عليك «ويترجاك» ألا تصوت، بل يطالبك بألا تزور هذه المواقع ولا ترد على تلك الرسائل أو تنقلها لأحد آخر، صندوق المهملات لديك في حالة عطش دعه يرتوي، افعل خيراً بعدم ضغط روابط تلك المواقع وإضافة رقم زيارة لها أو التعليق عليها اعتراضاً أو سباً، لأن في ذلك نجاحاً لمن شيدها ويعمل عليها.
كفانا استلاباً، مثل الدمى يحرك كثير منا بخيوط من بعيد.
دعهم يضعون ما يريدون بالصورة التي يرغبونها فما دخلك، هل أنت موكل من الله تعالى على خلقه، قبل أن تفعل شيئاً فكر في مقدار حظك من الفطنة والكياسة، وهل «طرت في العجة».
من حيث لا يعلم المتحمسون يقومون بسذاجة فريدة بدعم هذه الممارسات وجلب الجمهور لتلك المواقع، يتحولون إلى موظفين بالمجان ضد قضاياهم، فيصفق أصحابها وهم يقهقهون ساخرين منهم.
عندما تصلك مثل هذه الدعوات، أقترح بل اطلب منك «الله يرحم والديك» أن «تطنش»، اهمل الأمر، لك أن تعتبره بركة مياه قذرة لا تلتفت إليها بل تضع على انفك اللثام وتصرف نظرك بعيداً. حتى لا تصبح رقماً في مجموعات المضحوك عليهم، ومساهماً من حيث لا تدري في إنجاح من يكرهك، إنه هو نفسه الذي يراك «مغفلاً بنمرة واستمارة».

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على حتى لا نكون دمى

  1. ،

    مرحبا أستاذ عبدالعزيز
    بعض الكلام يجلب منفعة وهذا ما قرأت هنا
    لكن لنأخذ مثال .. الله عز وجل قال : ( إنا كفيناك المستهزئين )
    ونرى الآن حملة هائلة تعمل كطلاء جدران تحث على الاستهزاء برسولنا عليه أفضل السلام والتسليم
    الله يكفيه الاستهزاء والاستهزاء يحدث !
    أنا أظن أنه أختبار من الله على مدى نصرتنا لنبينا وحملنا لأنفسنا للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
    لا أرى الصمت لغة أحياناً .

  2. السلام عليكم
    استاذ عبدالعزيز يبدو انك اول من تأثر بحالة الركود الاقتادي التي بدأ يمر بهاالاقتصاد الامريكي.
    كنت دائما المعبر والمحلل الحقيقي و المستقل عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي السعودي و لكن اخيرا نلاحظ ان افكارك باتت هي ذات افكار الكتاب في الصحف الاخرى يمكن ان تكون الافكار متدولة و لكن المشكلة اننا تعودنا على اسلوب و مساحة خاصة بك ارجو ان ترجع لها قريبا.
    محبك
    ابو عبدالله

  3. السلام عليكم
    استاذ عبد العزيز هذا الموضوع انتشر كثير بالمنتديات

    واشكرك كثير بالكتابة عنه لاني حاولت اقنع البعض انهم في نشرهم لهذا الموضوع غلط

    لانه مثل ما تعرف المواقع تعتمد في ترتيبها على عدد الضغطات على روابطها وهم بهذه الطريقة يكسبون عدد اكبر حتى يرتفع ترتيب هذه المواقع في مواقع الاحصاء مثل موقع رتب

    فيحاولون يستثمرون هذي الطريقة حتى يرتفع الترتيب وارتفاع الترتيب يعني زيادة عدد الاعلانات وزيادة قيمتها ؟؟ وهذا هو الهدف

    لان الي يبي يسب المسلمين ومقدساتهم ماهو منتظر رأيهم

    بصراحة اغبى شي اسمعه في حياتي

    انه اريد اسب مقدساتك لكن ابي اخذ رأيك بالموضوع قبل!!!

    غير هذا الموضوع انتشرت اشياء مخجلة تحاول تلصق بموضوع الاعجاز في القرآن والسنة وكلها خرابيط وهذي لذلك سويت مدونة صغيرة حتى نخفف من عدد هذي المواضيع الي انتشرت في المنتديات مثل النار

    مثل هذا الموضوع

    http://simplypure.maktoobblog.com/

    شكرا لك ووفقك الله
    ش. الشمري

  4. المحمدي كتب:

    استاذ شكرا لك على الرائع

    وانا من قراء مقالاتك على جريدة الحياة

التعليقات مغلقة.