موافقة مجلس الوزراء السعودي على نظام مكافحة الغش التجاري مبشّرة، مع أني لم اطلع على تفاصيل ولوائح هذا النظام، لعل التشهير يكون من خطوطه العريضة، ولأنه نظام طال انتظاره ومرّ بمحطات مختلفة وذهب وعاد مثل نقل جماعي، نتفاءل بأن يكون فيه الدواء لداء قد استفحل.
إذا نظرت إلى الغرامات التي «إذا» طبقت على الغشاشين، سواء أكانوا يدمرون الصحة بلحوم أو أغذية وأدوية فاسدة أم يبيعون سلعاً مغشوشة أو غيرها من فساد الذمم المستفحل، فإنك لن تجد جدوى لها أو أثراً حقق المراد، لأن الأصل في وضعها موضع التطبيق، كما يرشدني فهمي المتواضع، هو الردع واجبار المخالف أو المفسد على دفع مقابل باهظ يجعله عبرة، فلا يفكر غيره أصلاً في الإقدام على مثل هذا الإفساد، كفتا ميزان العدل هنا، هي بين تاجر أو تجار مفسدين، وفي الكفة الأخرى صحة عدد لا يمكن إحصاؤه من المستهلكين وأطفالهم وأموالهم، ومعها سمعة أجهزة حكومية وموظفيها، وصورة بلاد نريد لها أن تكون أفضل وأرقى. القضية يا سادة هي قيمة الإنسان الذي كرّمه المولى عز وجل ولا يحق لمخلوق الانتقاص من هذه الكرامة.
هؤلاء الذين يسعون إلى الثراء على حساب صحة الآخرين «ليسوا منا» فمن يغش مجتمعاً ليس سوى عدو مترصّد له.
ثبت أنهم ليسوا منا بالغش المبرمج المخطط له، والفرحة عند الاكتفاء بدفع غرامات بسيطة في مقابل أرباح ضخمة من مال محرّم، وثبت فساد ذممهم، وصار ظاهراً للعيان أن أفعالهم تدمر الصحة وتخرب البيوت وتقدم صورة رديئة عن بلادنا، بل تضعنا في أسفل القائمة، وفي الجوهر هي تخدش الاطمئنان لفعالية أجهزة الحكومة وأنظمتها، وتخدش الشعور بالعدل بين أفراد المجتمع، والسؤال لماذا تلكأت وزارة التجارة ولجنة الغش فيها في تطبيق التشهير طوال الفترة الماضية.. وهو كان مطبقاً من قبل؟ إن في ذلك نظرة دونية لقيمة الانسان وحقوقه، أليس من حقوق الإنسان صلاحية ما يأكل ويستخدم؟ خصوصاً إذا كان من يسوّقه مرخصاً من جهة حكومية وربما يحسب، في الإحصاءات والحديث عن الإنجازات من الاستثمارات الوطنية أو الأجنبية «الصاعدة» باقتصاد البلد، السؤال يطرح بل ويشخّص ازدواجية نتعامل بها مع قضايا فساد وحقيقة مواجهتها.
انتظرت أن ينشر النظام مع الإعلان عن الموافقة عليه، وقد ينشر مع نشر هذا المقال، ولعل الإخوة القانونيين يدلون بآرائهم فيه، خصوصاً في مسألة تفعيل آليات التنفيذ، مع هذا لا يمكن تناسي أن الفترة الماضية من ركود العمل الرقابي في وزارة التجارة وعدم ظهور إعلان تشهير واحد منها، قد أسهم في سوء الحال، وهو أمر يستدعي مراجعة ومحاسبة.
تحية للعزيز عبدالعزيز السويد.. ولجميع القراء..
استاذي العزيز: نحن بحاجة ملحة إلى تطوير وإحداث كثير من الأنظمة لتواكب التطور والتعقيد والتداخل المستمر والمتغير والذي نعيشه ونتأثر به.. والذي يتفاقم ويتزايد يوماً بعد آخر حتى أصبح سِمة لهذا العصر.. ولكن..
الأنظمة لن تكون حلاً سحرياً إذا لم يصاحبها بنفس القوة والدرجة.. رؤية واضحة.. وأهداف استراتيجية نسير إليها بثقة وقناعة.. كذلك لن تكون -أي الأنظمة- حلاً إذا لم توفر لها بيئة صالحة لتتطور وتتفاعل مع محيطها..
نحن نعيش مشكلة خطيرة ألا وهي مشكلة (الحقوق والواجبات) للأسف كثير منا لا يعرف (حقوقه) ولا يطالب بها.. ولا يحترم (واجباته) -وأيضاً- لا يلتزم بها..
مشكلة الكثير من القرارات أنها تأتي من (أعلى).. ولا يمكن أن تتفاعل معه الجهات المستهدفة أو المتضررة فيكون القرار (مغلقاً).. يؤخذ بقدسية وتنزيه بغض النظر عن النتائج.. وغير قابل للنقد..
نحن في مجتمع ينمو بسرعة.. وتتغير مكوناته بقدر هذه السرعة.. مشكلة أخرى تضاف إلى قائمة المشاكل المعلقة أننا لا نواكب هذا النمو لا في الخدمات ولا في الإمكانات.. ولا في التخطيط.. فنقف حتى تخنقنا المشكلة ثم نقدم الحلول المستعجلة والتي غالباً لا تعالج المشكلة بعمق.. أفضل ما تتركه من أثر هو أنها تخفيها عن السطح لا أكثر..
شكراً لك استاذي العزيز عبدالعزيز السويد..
السلام عليكم
و الله العظيم ، ما يلزمنا في هذا البلد هو : قليل من الاحترام و التقدير …..
ان كل الانظمة و القوانين التى توضع ليست في صالح المواطن ، والله انها ليست في صالح المواطن ،،
انها فقط لزيادة دخل الخزينة السعودية ،،،
في ابسط الاحوال :
لك استاذي الكريم ان تعرف ان اي شخص يتلاعب بارواح الناس من خلال السرعة الجنونية ان كل ما يحصل له : دفع غرامة السرعة فقط …
لماذا لا توضع محاكم و عملية تجميع نقاط للمخالفين الى ان تصل الى درجة السجن لأشهر ثم سحب الرخصة نهائياً .
استاذي : الاجانب قائدي الشاحنات الضخمة يقودون سياراتهم بكل تهور و رعونه : الرادع : اما مخالفة من عسكري مرور مطالب بأنهاء دفتر المخالفات الموكل اليه ، او ان يعمل حادثأ مؤمن عليه طبعاً .
عمي بالمختصر المفيد : اذا ( طوفت ) استمارة السيارة و ذهبت لتجديدها فأنت تدفع عن كل عام متأخر 100 ريال ثم بعد ذلك يقومون بتجديدها لك من التاريخ اللذي انتهت فيه … طيب ليش غرمتني ؟؟؟
ابي اعرف بلد واحد تطبق فيه هذا الاحتقار للمواطن بهذه الطريقة الساذجة ….
الله وكيلك مو محتاجين الآ شوية كرامه .
دريد لحام . مسرحية كاسك يا وطن .
ps
اتمني ان الاستاذ عبدالعزيز فعلا يقرأ الردود .
ملينا التعليق في الجرايد لأنهم ينزلون اللى يبون و يحذفون اللى يبون .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاتستغربون اعزائي القراء اذا علمتم ان هناك 30 مستشفى نفسي يجري انشاءها في مناطق المملكة ….على ماذا يدل هذا ؟…..اكيد من القهر الذي يعانيه المواطن من بعض الانظمة التي لا يطبق منها الا ماهو ضد المواطن …اما ما هو في صالح المواطن فلا يطبق الا بواسطة وبعد مرمطة وبهذلة ….ما نقول الا الشكوى لله