«يكفي… خلاص»
يكفي… تكفي وحدها، لكنني بإضافة «خلاص» رغبت في المزيد من التأكيد لبلوغ السيل حد الزُّبَى، الكثير منا قال ويقول يكفي… وخلاص… شبعنا من هذه «الفوضى التلفزيونية الفضائية… العربية». وأصرُّ على القنوات العربية لأن عرب الفضاء «جابو العيد»، وفي السعودية مثل شعبي يقول «عنز طاحت في مريس»، والمريس هو التمر الممروس بالماء، والعنز معروفة ولو كانت عنزاً فضائية، والمعنى في «الطيحان» أنها غاصت حتى قرنيها في أكل المريس، هو ليس من علفها المعتاد… فلم تصدق… علفاً.
هذه الفوضى التلفزيونية الفضائية سترتد علينا إن لم يكن الارتداد قد أقلع، ودعاوى حرية الإعلام لا تبرر هذه الفوضى ولا تقنع منصفاً، مثل أنها لا تبرر تسويق الانحلال والعري أو استخدامه لجذب المشاهدين، كما أنها لا تبرر تحويل الفضاء إلى صالة استثمار بأساليب القمار أو شركات توظيف الأموال الوهمية.
كل هذا يكشف أن دعاوى حرية الإعلام لا يمكن الدفاع عنها، ومثلما سبق تسويق العنف والدماء والأشلاء وجعلها من المشاهد المألوفة بـ «زَنِّ إرسال» يومي.
السؤال الأبرز: هل القنوات الفضائية العربية الخاصة تحترم المشاهدين وحقوقهم… أم تستغلهم؟ ألاَ تبدو وكأنها وقعت في «مريس» لا والي له يذبّ عنه؟
دعوى حرية الإعلام والترفيه لا تختلف في حصيلتها من حيث خطورة النتائج عن شحن سياسي تقوم به قنوات أخرى «مؤدلجة» ولديها أجندات سياسة واضحة المعالم لا تبشر بخير، وفي حين يكون اللهو والإلهاء مسيطرين على الأولى وقد أعمتها «الغلة»، تغرف الأخرى «مريساً» ممن يوجهها.
واستياء المشاهدين واضح المعالم أقرأه في الوجوه والرسائل ومتابعة إعلامية لما يبث، لكن ليس في اليد حيلة، حتى في الفضاء يأكل القوي الضعيف.
وأرى أن دول مجلس التعاون من خلال أمانة مجلسها «معنية» بهذه القضية، بل هي «مقصّرة» في تحقيق الرشد الإعلامي للإعلام الفضائي العربي، ووضع حدود أخلاقية تحافظ على المجتمعات من هجومه الشرس، ولو اجتمعت دول المجلس مع دول عربية مثل مصر والأردن، لوجدنا أن أكثر ما يبث لها دالة عليه بصورة أو بأخرى، وبالتالي يمكن الإصلاح وإعادة إفاقته من حال الغيبوبة التي «يرفل» بها.
أمانة مجلس التعاون معنية بالمنتدى الإعلامي الذي أعلن عنه في دولة قطر للبحث في «التحدي القيمي والأخلاقي الذي يواجه النشء الخليجي»، هذه المبادرة القطرية يمكن دعمها خليجياً لتكون الرسالة «الأخلاقية» الخليجية… العربية، المعبِّرة حقيقة التعبير عن مجتمعاتها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
اي والله يكفي خلاص – جزاك الله خير على هذا المقال فالجيل الذي سيتربى على هذه القنوات سيكون جيلا متمردا على كل القيم بما فيها احترام السلم الاجتماعي والرموز السياسية وان لم يتم تدارك الامر فان الوضع لن يقتصر على ظهور جيل بلا اخلاق كما تريد امريكا بل سيخلق ايضا جيل مضاد له يصطرع معه وتروح الحكومات بين الرجلين …
وبالنسبة لمجلس التعاون كهيئة فلا اعتقد قدرتهم على وقف تلك الفضائيات بل مكالمات من قادة الدول الخليجية حفظهم الله لملاك وممولي القنوات يقولوا لهم …استحوا على انفسكم فالذي تهدمونه بايديكم هو بيتنا جميعا ..وامريكا ارحم منكم فهي لاتطلب من احد مثل هذا الانبهار والولاء المبالغ فيه الذي تمارسونه على اهلكم واوطانكم وتحرجونها بحجة الحرية الاعلامية والاستثمارية
والله يهدي الجميع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل أبو أحمد .
جزاك المولى عز وجل خيراً لا يحصى وغفر لوالديك والمسلمين أجمعين .
لو إخترت عنوان لهذه المقاله الرائعه لخترت ( من زمان أنت وينك ) .
وقصدي بأن القلة القليلة التي تتكلم عن هذا الموضوع الهادف والهام في حياتنا .
البث الهابط أثر علي كبير السن قبل الصغير فتجد من أعمارهم زادة عن 50 سنة وينظر الي هذه البرامج والمسلسلات الماجنة .
إنقطعة سوالف زمان من قصص وقصيد في أغلب مجالسنا إن لم تكن كلها .
والسبب ما سبق .
فما تقدمة قنوات إخواننا في الدين هو ( دعارة مقنعة ) .
اللهم إهدى القائمين علي قنواتنا وجميع إعلام المسلمين .
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمممممممممممممين .
ليه يادنيا تعزين الرخوم
..والطيب يعيش عمره في نكد
تطرحينه كل ماحاول يقوم.
..كل ما يبني يفاجا بالهدد
والخبيث حظه ورى ذيك النجوم
..سالي مرتاح دايم في سعد
والمواطن تحاصره سود الهموم.
..وإن تخلص من نمر طاح بأسد