“قويٌّ ومفترٍ”

لا يمكن منصفاً أمام الدلائل التاريخية وشواهد الحاضر إلا ويقرر أن السعودية أكبر المنتجين للنفط الخام سعت وتسعى لاستقرار السوق النفطية، وكانت ولا تزال ركناً للاطمئنان والأمان فيها، إذ عرفت سياستها بالعقلانية والاعتدال، وعند الأزمات كانت تقوم بضخ مزيد من النفط لمعالجة أي خلل في العرض، قامت بهذا باقتدار وتبصّر، الهاجس هو النمو الاقتصادي العالمي وعدم تأثره… لأن أي تأثير فيه سيشكّل أساساً لعدم استقرار لا يمكن التنبؤ بتداعياته.
من هذا المنطلق الذي يمثل سياسة متوازنة ثابتة تعرضت بسببها السعودية لكثير من الانتقادات في فترات مختلفة، أتت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لكبار المستهلكين والمنتجين للاجتماع في جدة هذا الأسبوع.
لكن ما الذي رفع أسعار النفط وأطلق شرارة الارتفاع؟ لنبحث عن العامل الأساس وراء ذلك، والاتهامات تكال للدول المنتجة.
هل فرضت الدول المنتجة سعراً بعينه؟ أم تعطل الإنتاج في حقول مهمة؟ أسئلة مهمة تدور في الأذهان، وتشرع أبواب البحث عن إجابة شافية، لماذا قفزت الأسعار وتستمر في القفز… ومن المسؤول؟
الإجابة واضحة وضوح الشمس لارتباط النفط بالسياسة، وتأثره بعدم الاستقرار، والولايات المتحدة ومعها دول غربية، قامت خلال السنوات الماضية بمغامرات سياسية عسكرية في المنطقة، وبدأت في تسويق مرحلة التأزيم السياسي المتتابع، وإشغال المنطقة بالطرق اليومي، تارة بصوت أميركي وتارة أخرى بصوت إسرائيلي، تم البدء بالعراق ووضع نفطه تحت الوصاية، ثم التهديد بضرب إيران… وكل ما يصرّح به يومياً من ساسة أميركيين وغربيين، في مقابل هذا لم تستطع، أو أنها لا تريد، السياسة الأميركية والغربية معها حل أزمة واحدة من الأزمات التي تعاني منها المنطقة، بل زادت من اشتعالها كماً ونوعاً، وكل الوعود بالسلام والرخاء للمنطقة وسكانها تبخرت، وأعمال اللجان والرحلات المكوكية والمبعوثين الذين تم تغييرهم لم تحقق تقدماً ولو خطوة واحدة.
الذين يرفعون أصواتهم ضد الدول المنتجة من كبار المستهلكين والمخزّنين للنفط هم من أطلق شرارة الارتفاع ويزيدون من إشعالها، والمضاربون في هذا الوقود الحيوي يختبئون وراءهم، ولو فتّش العالم في سياستهم الخارجية ومغامراتهم العسكرية لتم تشخيص العلة، إلا أن علة العلل، أنهم الأقوياء والأعلى صوتاً، وإلا لانطبق على الوضع المثل القائل: «ضربني وبكى سبقني واشتكى”.
حسناً… ماذا تستفيد الدول المستهلكة الكبرى للنفط من ارتفاع سعره؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على “قويٌّ ومفترٍ”

  1. حسن السهيمي كتب:

    أتسأل سؤال وهو لماذا أرتفع النفط بعد إحتلال أمريكا لأفغانستان ومن ثم أرتفع بشكل مهول بعد إحتلال العراق؟……..أظن أن بين ثنايا هذا السؤال جواب.

  2. من الساحل الشرقي كتب:

    تعليقي ليس له علاقه بلمووضووع اعلاه ولكن احببت من كاتبنا وصووتنا الاخ عبدالعزيز ان يتطرق الى هذه النقطه في كتاباته القادمه . وليعذرني ابو احمد علا عاميتي في التعبير :)
    اعجبت بقرار منع السفر لكل مدين للاتصالات السعوديه ولكن سوالى لمدير الجوازات هل يستطيع منع السيد المدير التفيذي للاتصالات اذا اخفقت الاتصالات في تقديم الخدمه اللتي ادفع لها مقدما

    وزاد اعجابي بقرار الخطوط السعووديه بتغريم المتخلفين علا رحلاتها ولكن سوالي الاصغر هل استطيع تغريم السيده الخطووط السعووديه اذا تاخرت الرحله او كشر السيد كوونتر في وجهي او غير بوابت الرحله بدوون تنبيه مسبق

    لست ضد القوانين وسنها ولكن لايجب اتكوون لصاالح فئه صغيره ضد فئت المواطنين فئه لها حقوووق بدون واجبات وشعب بواجبات بدون حقووق ودمت بود

التعليقات مغلقة.