مداخل الأجنبي

قبل سنوات ظهر أحد قادة حركة المعارضة في إقليم دارفور السوداني على قناة «الجزيرة”، مطالباً الحكومة السودانية بالتفاوض معهم وعدم الاستمرار في إهمال قضيتهم، وعلق بالذاكرة إشارته إلى أنهم «وقتها» لا يريدون تدويل الأزمة أو المشكلة وفتح الأبواب للأجنبي «الغربي طبعاً”، بمعنى أنه بالإمكان الوصول إلى حلحلة للأزمة بالتفاوض الداخلي. بقيت هذه الإشارة المهمة عالقة بالذاكرة سواء كانت ورقة ضغط أم دعوة صادقة من المعارض.
تلك الأثناء لم تكن أزمة دارفور بهذا الحضور السياسي والإعلامي الغربي. رويداً رويداً تكبر كرة الثلج الإعلامية الغربية وتظهر أصابع الأجنبي تفتش وتتجول وتطالب تحت غطاء الوضع الإنساني، وهو وضع سيئ حقيقةً، فأصبحت صور دارفور وقضيتها على كل شاشة والمبعوثون السياسيون يتوافدون اليها.
الآن وصل الأمر إلى «عظم الرقبة » – كما يقال في الأمثال – باتهام الرئيس السوداني عمر البشير بجرائم حرب والمطالبة بخضوعه للمحاكمة وبمذكرة إحضار، ثم الدعوة لاجتماع طارئ في الجامعة العربية كالعادة. يذكر أن محاولات الجامعة العربية لحل قضية دارفور أتت متأخرة وباءت بالفشل.
يرى البعض، محقاً، أنها سابقة خطيرة على الأنظمة، اتهام رئيس دولة على رأس النظام الحاكم بمثل هذه التهمة وإجراء مثل ذاك، من محكمة دولية لم تعترف بها دول على رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
في مقابل مذكرة جلب، من محكمة دولية بحق رئيس دولة ذات سيادة، تم تحصين مسؤولين وسياسيين وضباط من وزير الدفاع «الغزو» السابق رامسفيلد حتى أقل الجنود الأميركيين رتبةً من التعرض لأي مساءلة… رغم جرائم حرب وسلب وأحداث في العراق وأفغانستان لا يصدق أنها تقع في القرن الواحد والعشرين.
التعليق البسيط أنه حكم القوي على الضعيف، ومرحلة القطب الواحد وتابعيه، لكن أَلَمْ يكن حدوث مثل هذا، في علم أنظمة عربية مع ما لديها من مستشارين وأجهزة تحصي أنفاس مواطنيها؟، فلماذا تبتعد أنظمة عربية عن شعوبها وحاجات هذه الشعوب وتكتفي بقلة مستفيدة تطبّل لها. لماذا تستمر أنظمة عربية بحشر نفسها في زاويا ضيقة؟ أَلَمْ يحن الوقت لمعرفة أن الحصن الحصين للأنظمة السياسية العربية هو في ولاء الشعوب الحقيقي، وهذا الأخير لن يتأتى إلا باحترام حقوقها وكرامتها بالأفعال لا بشعارات وإعلام «منافق» ولا بتظاهرات مرتبة على عجل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على مداخل الأجنبي

  1. فيصل الفهيـــــــــد كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أستاذي الفاضل أبو أحمد
    سلم فاك علي الكلام الجميل .
    وأول من يحاكم في هذه الأمور هو الكلب ( ويكرم الكلب ) الإمريكي بوش عليه لعنة الله .
    إنتهاك لحقوق المسلمين في كل مكان وقتل وإغتصاب وسرقات أموال .
    كل ذلك ويقولون دول إرهاب .
    لم يشهد التاريخ في كل الأزمان والأوقات سلب لحق إنسان مثل هذا الوقت وخاصة المسلمين .
    من يحاكم من قتل الأبرياء في فتنام وفي الصومال والعراق وإفغانستان .
    من يحاكم من يعذبون من الأبرياء في سجون غوانتناما .
    من يحاكم من يسرقوا نفط العراق بدعوى الدفاع عن أهل العراق .
    من يحاكم من قتل رئيس العراق بأمر من دول الكفر وخاصة أمريكا .
    من يحاكم من قتل الأبرياء من أهالي إفغانستان بدعوى الإرهاب .
    قنابل عنقودية ـ سجون يغتصب فيها سجناء أبرياء ـ أهانة شيوخ كبار في السن ـ
    إنتهاك أعراض ـ إغتصاب أطفال وفتيات .
    هذا هو عين العدل وهذه الحرية وهذا كله بدعوى حفظ حقوق الإنسان .
    محكمة العدل كما تسمى أين هي من كل هذا .
    أين ما يسمى بالأمم المتحدة من كل هذه الجرائم .
    أنطق الله عز وجل القرد الإمريكي عندما أعلن بأنها حرب صليبية .
    قال تعالى ( لن ترضى عنك اليهود ولا النصرى حتى تتبع ملتهم ) .

التعليقات مغلقة.