حوار الأديان… رسالة إنسانية

تعددت مبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الموجهة للعالم، وللغربي منه خصوصاً، ففي شجاعة وإصرار وضع العاهل السعودي نصب عينيه هدفاً كبيراً، هو مقاومة التشويه المتعمد لصورة الإسلام والمسلمين وإيقاف استغلال أحداث أيلول (سبتمبر) المشؤومة لإدانة العقيدة الإسلامية ونصوصها المقدسة والمسلمين كافة، إذ وضع أكثر من بليون مسلم في دائرة الشبهات بسبب عدد قليل جداً، قام بعمليات إرهابية طاولت أكثرها دولاً وشعوباً إسلامية، شيدت سجوناً نوعية، وتم غزو واحتلال بلدان إسلامية، وأقفلت أو قتلت جمعيات ومؤسسات خيرية إسلامية وجمدت أموالاً، في حين احتوت قائمة الإرهاب الأميركية على أكثر من مليون شخص تتصاعد أعدادهم بالآلاف يومياً، يمكن للقارئ أن يخمن إلى أية عقيدة ينتمون.
رفعت إدارة الرئيس الأميركي بوش لواء الحملة، ومنذ تلك اللحظة المشؤومة والمسلمون دولاً وشعوباً في حال دفاع عن النفس.
تهور رد الفعل الأميركي غير المحسوب واللا عقلاني، حقق لتنظيم القاعدة وأسامة بن لادن والظواهري أهدافهم، أصبح العالم يغلي ضد المسلمين، ورد الفعل هذا لم تجر حتى الآن إعادة تقويمه من الإدارة الأميركية، لذلك لا نرى تجاوباً لهذه الإدارة بالصورة المأمولة مع مبادرات نوعية إنسانية مثل ما تقوم به السعودية.
والهجمة ضخمة جداً نعيش معاركها وصولاتها منذ سنوات، تقودها آلة مدمرة كبيرة، واستفاد منها كثير من المتربصين ليحققوا أهدافهم، وبالفعل حققوا أهدافاً مهمة، ونشأت بسببها ظاهرة كراهية الإسلام والمسلمين، وصل الأمر إلى إصدار نسخ معدلة من القرآن الكريم والترويج لها.
بالنوايا الحسنة أفعالاً وأقوالاً وبفتح الصدور والقلوب وإيضاح الحقائق والتنبيه لمحاولات التشويه، وبتعظيم قيم التسامح والإخاء الإنساني، تقاوم السعودية مد الكراهية هذا، وتجلت المقاومة في مبادرات داخلية وخارجية عدة، وبأكثر من صورة.
حوار الأديان في مدريد الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس بمشاركة العاهل الإسباني، حلقة من حلقات المقاومة الحقيقية نصرة للإسلام وقيم الإنسانية التي يحميها، يأتي هذا المؤتمر بحضور مشاركين من كل العقائد الرئيسية التي ينتمي لها سكان الأرض. انه المؤتمر العالمي للحوار بين الأديان بمبادرة سعودية وضيافة إسبانية هو رسالة إنسانية لأوروبا خصوصاً والغرب عموماً تقول هذا وهو الإسلام لا ذاك الذي يصوره بعض المتطرفين من الجانبين… منا ومنهم.
وفي حين يقبع المتطرفون المنتسبون للإسلام في الظلام عاملين بالخفاء، ما زال بعض المتطرفين في الغرب يؤثرون سلباً في سياسة دولهم تجاه العالمين العربي والإسلامي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على حوار الأديان… رسالة إنسانية

  1. عبدالعزيز كتب:

    تحياتي لك دائما
    لدي قناعة راسخة ان احداث 11 سبتمبر هي صناعة امريكية لتحقيق اهدافها في المنطقة.
    ان الحوار شئ جميل ورائع ولكن لن يحقق شيئا لسبب بسيط ان امريكا واذنابها لديهم اهدافهم الخاصة ويسعون لتحقيقها ولن يؤثر فيهم الحوار الا اذا اصبح المسلمون قوة يحسب لها العالم الف حساب .

  2. محمد الخميس كتب:

    السلام عليكم

    هل يقبل الغرب وغيرهم الحوار وكيف يتم هذا الحوار نحن نعلم وهم كذلك يعلمون ان الاسلام سينتصر على جميع الأديان لأنه دين الحق والعدالة دين الله لجميع خلقه.

    اتمنى ان لا نكون كمن ينفخ في قربة مقطوعه.

التعليقات مغلقة.