بعد تبخُّر أموال في مساهمات عقارية وتأخير في إعادة حقوق المساهمين، وسجن بعض ومحاولة هروب بعض آخر، كما قالت الأخبار، ولجان لدراسة أوضاع المساهمات العقارية… مع هذه الأوضاع ترتفع في الصفحة الأخرى وتيرة تسويق بيع المجسّمات، على المخطط وفي الإعلان الصحافي والتلفزيوني تزدهر الأرض ويرتفع البناء، وتُمتصّ الأموال ومعها النخاع الشوكي للمساهم، ومع أن قضية المساهمات العقارية فُتح ملفُّها بجدية وذكرت الصحف عن أنظمة جديدة لا تسمح للشركات بطرح مشاريع إلا بعد الوفاء بشروط يُفترض أنها تحفظ الحقوق لجميع الأطراف، بل تم وقف مساهمة ضخمة معروفة وتصفيتها لاحقاً، على رغم ذلك استمر النزيف… العمل جار في كل اتجاه.
أحسنَ عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن الزامل بطرح هذا الموضوع في المجلس قبل تمتع أعضائه بالإجازة الصيفية، طالب الدكتور عبدالرحمن بضمانات للمستثمرين، أي المساهمين، تحفظ حقوق جميع الأطراف، فلا تؤخذ دفعات مالية من دون تشييد حقيقي على الأرض للمشروع. البيع الوهمي أو ما يُطلق عليه «البيع المبكّر» لا يحتاج إلا إلى فني كومبيوتر ومصممين وحملة إعلانات وعلاقات عامة، تأتي تكاليفها من موجة السيولة الأولى، بل إن توافق هذا اللون من البيع مع الشريعة لم يطرح أو يناقش بحسب علمي. جانب آخر مهم اذكره بأسف، الواقع يقول إنه يمكن استخدام صحافيين في تلك الحملات، من خلال المقابلات المطولة التي تتحدث عن الخطط الطموحة والمستقبلية ولا يطرح فيها سؤال واحد عن تعثر مساهمات لتلك الشركة العقارية وطوابير من المنتظرين أجوبة على تساؤلاتهم، ولو بحثت في الصحيفة نفسها ستجد إعلاناً بحجم صفحة أو نصف صفحة، وكأنه يقال: «هذا بذاك»، وهو ما يفتح باب السؤال عن دور بعض الصحف في الترويج لمثل هذه الممارسات من دون قصد بالطبع، لكن الإعلان يصيب أحياناً بالعمى.
يظهر أنه لا بد من المرور بتجارب الآخَرين السلبية، مع أننا شاهدناها وأثارها المحزنة في المجتمع والاقتصاد في مسلسلات طويلة وقصيرة منذ أمد بعيد، لكن، صار من ضرورات التنمية أن نبدأ من حيث تعثر الآخَرون؟ وفي حين يتعلم مستثمرون في دول العالم من التجارب الناجحة وينقلونها إلى بلادهم يستنسخ بعض أدعياء الاستثمار في بلادنا الأفكار «النصبية» الاستثمارية ليجمعوا أموال الضعفاء ثم يحاولوا التملص من الوفاء بها، والوقت وطول إجراءات التقاضي في مصلحتهم.
إن مشروع النظام الذي طُرح داخل أروقة مجلس الشورى بحاجة إلى سرعة الإقرار والتطبيق. أعلم أن المجلس في إجازة، لكني أتوقع أن هناك مَنْ يناوب ويهتم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
مساء الخير
أنا مساهم مع شركة خطط المستقبل بالرياض من عام 1424هـ على ان المساهمة تنتهي خلال 11 شهر والارباح 70% والى يومك لم تصفي المساهمة رغم بيعها بعد جهد جهيد وقيام احد مالكي الشركة بسرقة مبلغ كبير من المساهمة والهروب ولكن تم القبض عليه في جدة ولكن الفلوس حلني على ماترجع .والمكتب اللي بطريق الملك فهد اغلب الوقت مقفل او ماعندهم رد للتسأولات وما اتوقع ترجع فلوسنا ولا بعد 10 سنين لانها دخلت في نفق الاجراءات الحكومية البطيئة والقضاء لو جود دعاوي بين مالكي الشركة الاثنين وسرقة وماضاع الا احنا يالمساهمين وسمعنا ان كبار المساهمين الهوامير اخذو فلوسهم وحنا ليس لنا الا الله والشكوي وحرق الدم والاعصاب وبالاخير اذا جانا جزء من راسمالنا قالوا ارضو بها هذي قسمة الغرماء !! ولماذا الدولة التي اعطت تصريح للشركة لا تراقب اعمالها وتحاسب ترا هالفلوس سرقتها تضر الاقتصاد وتقلل الثقة في اجهزة الدولة انه لا يوجد من يحميك وانه انت تسرق بتصريح رسمي
لكن مانقول الا حسبي الله ونعم الوكيل وجعل من اكل اموالنا بصرفها علي نفسه من الامراض ولا يلقي لها علاج