كان الناس إذا لم تعجبهم خدمة أو شأن ما، يتشاكون من أوضاعه، متذمرين، يتسابقون في الكلام وقد أيّد بعضهم بعضاً، ثم ينتهي الحديث بعبارة شهيرة، صارت من المتفق عليه، تقول العبارة: «الأمور ماشية بالبركة»، مكثوا فترة طويلة يرددون هذه العبارة، وفي طياتها تهوين من قيمة وأثر البركة، أو هو توقع ضبط وربط يجب توافره مضافة إليه البركة، استناداً إلى أن الله تعالى يحب إذا عمل أحد خلقه عملاً أن يتقنه، وبمرضاة الرب جل وعلا تحل البركة. ربما كان الداعي لترديد العبارة شيئاً من هذا وذاك.
إنما يخيل إليّ أن البركة انزعجت من كثرة «الزن» عليها، والتهميش من دورها وأهمية توافرها في كل شأن، نتيجة لذلك طارت البركة وحلّقت بعيداً، يخيّل للمرء أنها أو جزءاً مهماً منها قد نزع والعياذ بالله تعالى، لكن مكانها لم يبقَ فارغاً بل حل بدلاً منها «التضخم». الآن يمكن الاختيار بين عبارتين بدلاً من تلك الأولى… أن نقول: «الأمور ماشية» ونسكت فلا نحدد وجهة المشي ولا من وراء المشي، أو أن نردد «الأمور ماشية بالتضخم»، إذ قد تضخم قلة على حساب الكثرة.
هو من دون شك أسهم في تضخم القضايا في كل منحى، من الاجتماعي إلى الاقتصادي مروراً بالأمني. اليوم الجمعة يوم مبارك نتضرع فيه للمولى عز وجل أن تحل علينا البركة ولا تفارقنا، وأن ينزع عنا التضخم واللامبالاة، وأن يرشدنا إلى مواطن الخلل ويمنحنا العزيمة والإرادة لإصلاحها.. إنه سميع مجيب.
***
الأخ عمر قال إنه ذهب الساعة العاشرة صباحاً إلى محطة السكة الحديد في الرياض، كانت الصالة خاوية إلا من عامل الكافتيريا، وموظف بيع التذاكر، الأخير عاجله من بعيد مستعيناً بحركة يده قائلاً: «ما نبيع تذاكر»، السبب أن الأخ عمر «الله يهديه» لابس شورت والسكة «إدارة حكومية» كما نقل عن بائع التذاكر، وعلى رغم أن الرياض ساخنة إلا أنه ليس معتاداً أن يلبس الناس «شورتات»، حتى عند ممارستهم رياضة المشي، لكن عمر منزعج من الأسلوب، وهو ملاحظ عندما يجد بعض الموظفين سبباً لرفض تقديم الخدمة فإنهم يلجأون إلى أساليب فظة تلمس فيها تشفياً وتوبيخاً، يتحول الواحد منهم إلى «عجرا» لسانية.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
اول مره اقرأ لك شي مايعجبني ياخوي صار فيه استهتار بالذوق العام وعدم مراعاة للمظهر بشكل زايد عالم كششها طايرة وشورتات مطلعين هالعصاقيل معليش انا البس شورت بس في بيتنا او الاستراحه لازم ماننسى ان لكل مقام مقال وكل ماتشتهي والبس مايشتهون مايصير نتعذر بالحر ياخوي اجدادنا ماضرهم هالحر وماعندهم تكييف اللي باوصله كلن حر بنفسه بس لازم نراعي الذوق العام مثلا في البندقيه وتعرفون ان كلها ممرات مائيه حتى بين البيوت ممنوع لبس البكيني يعني المسأله مراعاه الذوق العام بس . والشرهه مو على الموظف الشرهه على اللي مراجعهم كذا ومايستحي مرسلك يشتكي بعد وانت الله يهديك معطيه وجه هذا اللي وصلنا لموضه بناطيل طيحني وسامحني يابابا والعتب على قدر المحبه