الحلول الفردية وقصة امرأة

النماذج التي تطرحها الصحف والكتاب، لحالات فقر مدقع أو أوضاع صحية حرجة مؤلمة لأفراد وأسر، يقصد منها إبراز الخافي غير المقبول وجوده في «مملكة الإنسانية»، والتنبيه الى أن ما ظهر ووصل إلى كاتب أو صحيفة ربما يكون رأس جبل جليد تحت الماء. ليس كل ما يصل للصحافة ينشر، وإذا كان في ظاهر النشر محاولة إيجاد علاج لتلك الحال المنشورة، وهو دلالة على الخير، فإن الجوهر يتجاوز حل هذه المشكلة الفردية إلى البحث عن مثيلاتها وأسباب الظهور، حتى يتم إيجاد نظام أو تنبيه جهات بحيث لا يسمح بتكرار هذه الحالات، مع وفورات مالية وأجهزة حكومية وأهلية، العناية بتلك الحالات واجبها الأول.
للكاتب أن يمتدح التجاوب والعناية لحال أو حالات نشر عنها، والحق أن يُشاد بجهود هي من دلائل الخير في المجتمع، إنما من المؤسف أن يعمينا هذا عن حقائق حالات تاهت لمجرد أنه لم تنشر تفاصيلها أو لم يعرف عنها إلا قلة لا علاقة لهم بالإعلام.
وعندما يتم الاهتمام مثلاً بحال فتيات مريضات بالمرض نفسه لأسرة واحدة، بعد ظهور علني شكا الأب فيه مأساته علنا… كما نشر في صحيفة «الرياض» عن قصة «طفلات السعدي شفاهن الله». الاهتمام لا شك يبعث على البهجة، إلا أن ذلك لا يعفينا من طرح سؤال عن أجهزة معنية بالصحة والشؤون الاجتماعية: أينها قبل النشر؟ كيف يتكرر مرض في ثلاثة أطفال بعد أن أودى بثلاثة آخرين للأسرة نفسها؟ بما يعني في الحد الأدنى ست سنوات من المعاناة، فأين المنظومة الصحية والاجتماعية والخيرية قبل تمكن الأب من الوصول للصحافة؟
أسئلة مشروعة واجب طرحها للانطلاق من الحلول الفردية إلى الحلول المجتمعية المؤسسية. هي أسئلة تفتح البصر والبصيرة على الثغرات لغرض رتقها، لا غرض التضخيم والبحث عن السلبيات كما يحلو الاتهام غالباً، بل يتجاوز الأمر لدى بعضهم للإيحاء بالحد من النشر مع إيراد أمثله لا علاقة لها بالقضية.
 إذا كان الرجل الأول في الدولة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، يذهب بنفسه لزيارة أحياء فقراء فيكف لبعض منا المطالبة بتحجيم النشر؟
في العنوان… قصة امرأة، نموذج اهتدى له فاعل خير، أرملة سعودية وابنتها ضاقت بهما الحياة. ولأجل الستر والمأوى بحثت هذه السيدة الشريفة عن عمل، فعملت عاملة لدى أسرة عربية مقيمة في الرياض، في مقابل المأوى والمأكل، أي من دون راتب؟
ارتضت هذه السيدة الكريمة العمل عاملة من دون مرتب مع تعامل وصف لي بالسيئ تم من خلاله استغلال وضعها بصبّ عقد نفسية وصورة ذهنية عن المجتمع على هذه المسكينة. رضيت مجبرة بهذا الوضع في مجتمع يستقدم العاملة المنزلية من أقاصي الأرض وتنشأ فيه شركات للاستقدام. نموذج قد يكون حالاً فردية وقد لا يكون، فمن يستطيع الجزم؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على الحلول الفردية وقصة امرأة

  1. أبوسلطان كتب:

    الأخ عبد العزيز الفقر موجود ولا يمكن القضاء عليه لأنه من أركان الاسلام الخمسة والدليل الركن الرابع ((الزكا ة )) ومن القران .. انما الصدقات للفقراء والمساكين ….الأية ووجود الفقراء في الأرض سيكون حتى يوم القيامة ولكن هذا لايمنع من متابعة ومعالجة الفقر وهو ما تقوم به هذه الدولة وولاة أمرها حفظهم ((الله )) أمين والعمل ليس عيبا أن تشتغل السعودية أو غيرها لطلب الرزق الحلال وكما أخبرنا من يفوقن سننا أن قبل سنوات طويلة مضت أن الرجال والنساء يعملون عند غيرهم لكسب العيش الحلال ولكن المعارضين لعمل المرأة فقط همهم تسييس المسألة (( القظية ))واللا ويش اللي يمنع مدام هناك ضبط شرعي

  2. خالد العتيبي كتب:

    مسكينه هالمرأة ..

    وين الشؤؤن الاجتماعية عنها ؟

  3. mansour كتب:

    المراة نصف المجتمع وللعلم وراء كل رجل عظيم امراة

التعليقات مغلقة.