لم يعد الإنسان بحاجة إلى مسلسل يضحك منه أو يضحك عليه، تكفي وقائع من الواقع، كثرت مثل هذه الحوادث، خصوصاً تلك التي تجعلك تضحك من الألم، الجديد منها ما نشرته «الرياض» يوم الجمعة. خبر جعل الكاتب يعيد جدولة ما يكتب، ولا بدّ من أنه جعل قراء كثراً يضعون أيديهم على… مواليدهم!
بعد الولادة بـ16 يوماً عادت الأم والأب مع المولودة لمراجعة مستشفى الولادة الخاص، المفاجأة كانت «مستخبية» في المستشفى، إدارة الأخير نبّهت الأم والأب إلى أن في حضانتها مولوداً توأماً «لهما» نسيا تسلمه!
ماذا نستفيد من هذه الحادثة؟
أول أوجه الاستفادة «ظاهرة» أمانة المستشفيات الخاصة على المواليد، وصبرها الطويل، 16 يوماً من الحضانة والرعاية والانتظار إلى حين المراجعة.
الثاني أن المستشفيات الخاصة تغيّرت وتطوّرت، أصبحت أكثر إنسانية، فهي لم تحجز الأم إلى حين تسلم المولود الثاني، بل سمحت لها بالخروج أكثر من أسبوعين، على اعتبار أنه أمانة… في الحفظ والصون. سابقاً كانت بعض المستشفيات تصرّ على الدفع أولاً قبل تسلم المواليد وخروج الأمهات، بل إن بعضها لا يقبل بالحال الطبيّة قبل دفع التأمين الضخم. بعد هذه الحادثة لا بد من أن الأمر تغيّر… هذا تطوّر مشهود للرعاية الصحية وتحسّن في «خدمات ما بعد الولادة».
مع هذا التطوّر المشهود يمكن للواحد منا توقّع جاهزية عروض «مواليد الانتظار» في مستشفيات الولادة، ولأن معظم المستشفيات الخاصة تركّز على الأرباح وعدد الجراحات والحالات التي «خطفتها» عين الطبيب الراكض في الممرات، يتوقّع أن يكون الإعلان المقبل «أولدي عندنا ولك مولود مجاناً».
جرس الإنذار المصاب بالتماس يقول إننا لم نستفد من كل قصص المواليد التي حدثت. الذين خُطفوا والذين اختفوا ومن بُدّل بآخر، الواضح أن ما قيل عن أنظمة جديدة وأساور في المعاصم ترنّ وتطنّ لم يحدث فرقاً. أيضاً «الشرح سرى» على تلك التحقيقات وما قيل عن عقوبات، بل عندما ينشر عن حادثة تتكاثر مثيلاتها، كأن الأولى عندما وجدت طريقاً للنشر عبّدت و «سفلتت» الطريق لمثيلاتها.
الحقيقة أن الحدث الأخير، جاء في شكل عكسي، ربما لم يتمّ أخذ الحيطة والحذر لوقوعه، الظاهرة السابقة هي اختفاء مواليد، ربما تكون الأنظمة والتحقيقات حصرت في هذا الجانب، فمن سيتوقع ظهور مواليد جدد بلا أهل في مستشفى الولادة؟ وهو متخصص في الولادة، إذاً يجب أن نتوقّع زيادة في الإنتاج، وعلى كل زوج أن يجلس في غرفة الولادة ويمسك مولوده من رقبته حتى لا يظهر «واحد زائد» في محصلة الحسابات الختامية للمستشفى. وعلى الصحة السلام.
التقسيط غزا كل شيء
يبدو أن المستشفى لم يكن لديه سوى هذا التصرف ليحصل على حقه
فأعلن عن المولود الثاني بعد نزول الراتب
صرت أؤمن بأن أكثر الأشياء لا تحدث مصادفة