في الظاهر وبحسب لوحات على الأبنية الرخامية لجهات مختلفة… معلوم أن لدينا مختبرات جودة يقال غالباً إنها تستطيع الفحص والتأكد من صلاحية المواد الغذائية وغيرها من سلع على الرفوف، لكن، بمراجعة لقضايا مهمة حدثت: من نفوق الإبل وتسمم الفستق وقصة الحلاوة الطحينية الظريفة، عايشنا إرسال عيّنات الى الخارج للفحص والتأكد مع طول انتظار وارتباك. بمعنى أن هناك قصوراً في مؤهلات وقدرات المختبرات الداخلية، وأقصد هنا المختبرات الرسمية المعتمدة لا الخاصة التجارية.
أخيراً، أعلنت الصين عن تلوّث حليب أطفال ينتج من شركة نيوزلندية، ما سبب أمراضاً وحصوات في الكلى للصغار. أُعلن إيقاف المصنع في مؤتمر صحافي مع اسم الشركة الصانعة، من دون خجل في التشهير باسم وسمعة شركة واستثمار أجنبي تتطلع إليه الصين، ما يعني أن أهل الصين لا يعرفون الستر! لست أعلم هل تتوافر في سوقنا كميات منه أم لا؟ إنما في تقديري أن أسهل ردّ جاهز سيأتي هو النفي مع «نفض الجيب» والعبارة الشعبية الشهيرة «أبراي لله». قبل هذا الخبر نشرت «الشرق الأوسط» خبراً آخر قالت فيه إن «السعودية تحقق في استخدام شركات أميركية لحوم حيوانات نافقة في مواد غذائية وأدوات تجميل». الصحيفة لم تكشف عن تلك الجهات الحكومية التي تحقق بل احتفظت بها، الطريف أن من الحيوانات «النافقة» التي تستخدم في أدوات التجميل «فئران وخنازير!»… يكفي فأر وخنزير يدبّان على الأرض فكيف بنافق «مرعوص» قد ذاب. تخيّلي سيدتي الجميلة احتمالاً ولو ضعيفاً أن ما تضعينه على وجهك ويؤطّر ابتسامتك فيه من بقايا فأرة تكرهين اسمها وصورتها، أيضاً تصدر بعض بقايا الحيوانات المذابة تلك، كما نشرت الصحيفة، تحت مسمى محسّنات غذائية تضاف إلى أعلاف الدواجن والحيوانات. احتمالات دخول هذه السلع الملوثة قائمة.
الغرض من هذه المقدمة هو معرفة قدرات مختبراتنا ومؤهلات العاملين فيها، أيضاً أوضاعهم وما يقال عن تسرّبات مؤهلين، لا ننسى أن أعمالهم غالباً تكون في الظل، وقد تعوّدنا على «التجمّل». مثلاً الارتباك الذي صاحب إشكالية الحلاوة الطحينية والمضافات الممنوعة فيها إلا بقدر أدى إلى خدش كبير في صورة هيئة المواصفات التي سحبت كلامها ثم صمتت. والصدقيّة هنا تتأثر بشعرة.
حالياً أكتفي بطرح السؤال عن أحوال مختبراتنا وقدراتها، لأنها ليست بمساحات الأبنية بل بالأجهزة والعقول التي تديرها، وأنتظر إجابة محتفظاً «بسالفة» إلى حين.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
حياك الله . أبو أحمد
أسعد الله مسأكم أستاذى الفاضل:
فى الحقيقة أستاذى أرى فى الموضوع شىء مهم جدآ هو أن جميع مختبراتنا فى كل الدول العربية ينقصها شىء غاية فى التتبع لمنع كوارث الفساد الغذائى هو رفع كفأة المعلومات الذكية وراء صحة طبع تاريخ الأنتاج والصلاحية على السلعة المدونة فى السوق الأستهلاكية
تبعآ للمستهلك ؟؟i وتحسين ألات الفحص داخل المعامل ورفع مستواها إيضآ؟؟
سلمت يمناك أستاذى الحبيب ,ودمتم لمحبينك..
لاحول لله
لقد وصل بنا الحال الي هذا الحد
واصبحت المصلحه فوق كل شي وقد تكون الفئران يوما من الايام ادوات للتجميل
نسال الله الستر في الدنيا و الاخرة
اشكرك اخي و تقبل تحياتي
الربع ماعندك احد والمواطن هو اخر اهتمامتهم يهمهم فى الدرجة الاولى التاجر ورضاه فقط اما المواطن ففى ستين داهيه وما يحتاج مختبرات عندنا مايكفى من البلاوى فى غش المواطن وابطالها العمالة اليمنيه التى تسيطر على كل مايتعلق فى الاطعمة ولا رقيب ولاحسيب ولم يتعضو ربعنا من حرب الخليج عندما كانو يضعون كرمكم الله والقراء مخلفاتهم الادميه ويخلطونها مع الدقيق والاغذيه قاتلهم الله لم يراعو احترام للنعمة اسئل الله ان يذلهم بلفقر ومع كل الدروس المواجع منهم لايزال عمك اصمخ
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشاطركم في الرأي بخصوص بعض موظفي مختبر الجودة ليس لديهم الخبرة والدراسات الكافية
للكشف عن المواد المحرمة أو المسببة للأمراض بسبب رحيل معظم ذوي الخبرة والمهارات المتطلبة لدى الفني وعدم تطبيق طريقة الجودة وتأكيد الجودة وأخالفكم الرأي فيما نشر بجريدة الحياة بخصوص ثاني أكسيد التيتانيوم في الحلاوة الطحينية حيث قامت بعض المختبرات التابعة
لوزارة التجارة والصناعة بكشف وتقدير ثاني أكسيد التيتانيوم في الطحينة السائلة والحلاوة الطحينية وإن كانت النتائج التي ظهرت متأخرة بسبب روتين الوزارة في صيانة الأجهزة وكذلك بالنسبة للكشف عن نسبة مادة الأفلاتوكسين في الفستق فبعض المختبرات تقوم بالكشف عن هذه المادة للبضائع الواردة أما بالنسبة للحليب النيوزلندي فمعظمه يفسح مباشرة دون تحليل وتعرف مختبرات الجودة بتطبيق مواصفة البطاقة فقط حيث تفسح 90% من البضائع الواردة بدون تحليل والبضائع التي ترسل للتحليل لا يتم تحليلها كما ورد في المواصفة وهناك مشكلة عن برومات البوتاسيوم في محسن الخبز علماً بأن هيئة الغذاء والدواء إدارة بلا مختبر وإذا أردتم المزيد فلدينا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأنا مقالتك في جريدة الحياة عن الحليب الملوث من نيوزلاندا والمرسل إلى دولة الصين الذي سبب الأمراض وسؤالكم عن الحليب المستورد من نيوزلاندا إلى مملكتنا الحبيبة وما دور المختبر في الفحوصات التي تجرى على الحليب وأوافقكم الرأي بأن المختبرات تعتمد على الفسح المباشر وتطبيق مواصفة البطاقة أما بخصوص تحليل المواد الغذائية المستوردة بالنسبة للحليب فالقليل منه يرسل إلى المختبر للتحليل جرثوميا أما بالنسبة للمواد المسرطنة والضارة كالديوكسين فتعتمد على الشهادات المرفقة إلى متى تبقى مختبراتنا عاجزة عن تحليل العينة كاملة كما يجب
وشكراً…
معقوله في عندنا مختبرات غير تجارية ، على كثر (فرفرتي ) في ربوع بلادي ما شفت أي مختبر استاذي الموقر ( يعطيك العافيه ) ويرحم ايام خبز البر والكراث
ودمتم سالمين
الحق انه لا يوجد مختبرات في المملكة يمكن الإعتماد عليها في فحص السموم الكميائية والمركبة التي تضاف أو تحتويها المياه والأغذية والعصائر والألبان، مثل البرومات والبروميد والدايوكسين والألوان المحضورة دوليا وغيره.
ومع احترامنا لمختبر الجودة النوعية بوزارة التجارة فهو يخرج ما يناسب السوق بعد ان تكون “خربت مالطا” وانتهى المنتج من السوق وابتلعه المستهلك وهو ماينسحب على باقي المختبرات الخاصة والعامة.
أما هيئة الغذاء الطريق امامها طويل وشاق وعسى أن يكون ردف لهم.