بصمة واستجداء

أرجو أن يتّسع نظام البصمة في إدارة الجوازات السعودية لكل هذه الأصابع التي تبصم كلّ لحظة في المنافذ. أصبح ما كنّا نطالب به حقيقة واقعة وتمّ تطبيق «التبصيم» على القادمين من عمالة ومعتمرين وحجاج، وهو حجم عمل كبير لعلّ في النظام الآلي قدرة على تحمل هذا العبء، والإيجابيات لا تحصى، في فرز الصالح من الطالح خصوصاً في المواسم السنويّة التي تشهد كثافة القادمين، وهي مناسبة لتقدير هذا العمل الكبير وشُكْر من عمل على إتقانه، نحن جميعاً نتطلّع لانعكاس نتائجه الإيجابية على البلاد.
الضرر لا ينحصر على المواطنين بل إن الغالبية من الحجاج والمعتمرين يتضررون من المندسين في المواسم لغرض التسوّل أو السرقة وربما التخلّف عن العودة، بحثاً عن عمل في بلد يشكو من بطالة شبابه «آخر إحصائية من وزارة العمل أشارت إلى 400 ألف عاطل»، إضافة إلى مواقع كثيرة داخل المدن وحولها تخبئ عشرات الآلاف من المتبقين من العمرة والحج أو التسلل وهاربين من أعمال وفدوا لأجلها. إضافة إلى تلك الأضرار الضغوط الحاصلة على الأجهزة الأمنية والاقتصاد والمجتمع. كل ما يفعله هؤلاء من مخالفات يحسب على صورة البلاد ومواطنيها، والخطوة المطلوبة الآن هي إنجاز التنسيق التقني مع وزارة الخارجية والسفارات السعودية بحيث تكون البصمة هي الإثبات، والمحدد لحقيقة شخصية الراغبين في السفر للعمل أو لأداء المناسك وهم في بلادهم قبل السفر، وهل عليهم سوابق وتجاوزات أم لا، الأمل أن يتم هذا الربط سريعاً.

عندما كتبت عن فاعل الخير الذي يبحث عن المحتاجين راوياً قصصاً عن واقع شاهده وعايشه، وصلني عدد من الرسائل التي كتب مرسلوها عن أحوال مادية صعبة يعيشونها، يطلب هؤلاء المساعدة بمعنى أنهم يمدّون أيديهم للناس، معظمهم من ضحايا القروض البنكيّة، وشركات التقسيط وبطاقات الائتمان، بعض منهم رواتبهم الشهرية فوق المتوسط ويعملون في وظائف هي حلم يتطلّع إليه الكثير لكن سوء التقدير واستسهال صرف المال بالبطاقات، وكذا الاقتراض أوصلهم إلى ذلك الموقف المحرج، وهل هناك أكثر حرجاً من الاستجداء؟
هنا تذكّرت موقف رئاسة الحرمين الشريفين عندما امتنعت عن إحالة رواتب موظفيها إلى البنوك حذراً من أن يقعوا في فخّ الديون، وكتبت منوهاً بهذا الموقف المسؤول على رغم احتجاجات من البعض، أشاروا فيها إلى أن كل إنسان حرّ ومسؤول عن تصرفاته، حسناً… هذه هي النتيجة تطلّ برأسها ببروز أكبر في شهر رمضان والعبرة لمن يعتبر.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على بصمة واستجداء

  1. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله. أبو أحمد
    محبآ بهذا الضيف الجديد الذى سيعمل على مساعدة الأجهزة الأمنية فى رعاية الوطن من الداخل والخارج هذا الجهاز العامل على أتخاذ بصمة العين والأصبع هو الحل الوحيد للوصول إلى عابس بأمن الوطن شكرآ لكل من ساهم على تطبيق العمل به ونتمنا لهم كل
    التوفيق فى هذه المهمة الجديدة أسمرار التطور والنجاح..سلمت يمناك. للامام دائمآ بأذن الله
    وتقبلوا بقبول فائق الإحترام :

  2. أبوسلطان كتب:

    الأخ أبو أحمد / العمالة من ظهرنا وهي حلوها ما حلوها بصموهم ما بصموهم والسبب الناس اللي قاعده (( تبي افيز بالهبل )) علشان يبيعونها ويترزكون الله ( معلينا منهم ) يا لله الرزك الحلال …… نرجع للقروض أبو (( أحمد )) قال لي شخصيا مدير أدارة بمحافظة الدوادمي أن موظفي الادارة عندة كلهم أخذوا أوراق تحويل راتب وجميعهم أخذوا قروض من البنوك لمدة خمس وعشر سنوات يعني انهيار مالي وعمل لهذه المدة للبنوك وذكر لي أخر ويعمل مساعدا لأحد الدوائر الكبرى أن سبعين في المئه من موظفيهم أخذوا قورضا والسبب أن هذا الشعب لا يحسن التصرف ((( غالبه ))) ولا أدري ماهو السبب

  3. mansour كتب:

    نظام البصمة نظام رائع ولكن في الدول العربيه اعتقد يوجد الكثير من التلاعب

    واكثر الدول العربيه ترفض استخدام هذا النظام لما يوجد من غش و تلاعب وفي نظرهم ان هذا النظام سيكون عقبة في طريق تلاعبهم

    اشكرك اخي علي الموضوع

  4. ابو ريان كتب:

    ولا تقلقل ابو أحمد نحن معك وفقك الله ، كلها قرار يشطب قرار وقرار يطلع بطرح منافسه في طرح برنامج بديل عن البصمه في حال فشله

    دايم عينك نظرتها بعيده ابو احمد

    و دمتم سالمين

التعليقات مغلقة.