هل ينتهي الفقر وحده مثل موجة غبار؟ بالطبع لا. أطرح السؤال لأننا نعيش الحالة نفسها كل عام. في عام 2006 استنجد بعض فقراء محافظة الليث السعودية والمراكز المحيطة بها طالبين إفطاراً رمضانياً على صفحات الصحف. تحدث مسؤول في جمعية خيرية ورئيس مركز، يفترض بعد ذلك أن تكون هذه المواقع الجغرافية قد سجلت لدى أجهزة معنية مثل وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية الكبرى وهيئات مثل هيئة الإغاثة الإسلامية، لأن المتابع يفترض وجود نظام ورصد وإحصاء. في ذلك العام تم الاستجداء الصحافي في أوائل شهر رمضان، أما هذا العام فجاء الطلب متأخراً، حيث نشر في جريدة «الرياض» عن واقع الحاجة… والعوز مع أواخر الشهر الكريم وعدم توافر مخزون لدى جمعيات هناك مع ضعفها، يظهر لي أن الإخوة هناك في الليث كانوا يتوقعون أنهم سجلوا في الوزارة وجمعياتها وجهات إغاثية مثل الهيئة العالمية، لكن الواقع لا يشير إلى شيء من هذا. نشرت «الرياض» قبل أيام مناشدة معززة بتصريحات لمسؤولين حكوميين هناك، يشكرون على شجاعتهم، فهم لم يضللوا او يتستّروا على أحوال أناسهم، بعد النشر جاء تجاوب محسنين أفراد مع هيئة الإغاثة العالمية فقامت بتوزيع كذا ألف سلة غذاء على بعض الأهالي.
السؤال: ألم يعرف القاصي والداني أن هناك محتاجين معوزين؟ ألا بد من أن يظهروا كل مرة في الصحف ليتمّ التجاوب؟ حسناً، إذا لم تتوافر شجاعة لدى صحافي أو صحيفة، فماذا سيحصل لهم؟
تقول وزارة الشؤون الاجتماعية إنها مطمئنة لأعمال الجمعيات الخيرية، وأنها تشرف عليها، إذاً هل طالبت الجمعيات في تلك المحافظة على سبيل المثال بإمدادات تموينية لمستودعاتها قبل وقت مناسب ورفعت طلبها للوزارة أم لا؟ في كل الأحوال تقع المسؤولية على الوزارة؟ إذا لم تفعل الجمعيات ذلك فهي مقصرة بأداء الواجب، وهو تقصير ينسحب على من يشرف عليها، ربما تكون فعلت ولم تستجب الوزارة، لست أعلم؟
لكن تكرار النشر يعني عدم تطور نوعية التجاوب، وأيضاً هو دليل على عدم وجود نظام واضح بين الجمعيات وحاجاتها المستمرة والجهة المشرفة عليها.
ثم إن جهة كبيرة مثل هيئة الإغاثة الإسلامية، وهي عالمية، ألم تضع في حسبانها أن هناك محتاجين، مع علمي أن لديها خبراً عن الأوضاع في شكل عام منذ «ذيك السنة».
لا شك في أن الذين قاموا بإيصال الغذاء الى المحتاجين يستحقون الشكر والدعاء، لكن تكرار الاستجداء الصحافي للمواقع نفسها، لا يشير إلى تقدم أو تحسن في التخطيط أو الإدارة، إنه لا يشير إلى استفادة مما نشر سابقاً، اللهم إلا إذا كان القائمون على هذا الشأن يعتقدون بأن الفقر ليس سوى موجة غبار ستنتهي من نفسها.
ياسلج بجلاجل ..ويابرد ماء القاعيه..
وأنت الله يهديك ..تتحدث عن لماذ لم يبلغوا ؟ السؤال الأهم هو لماذا وجدت هذه الحالات ,,وأين ؟ بالليث بجانب اكبر مدينة في شرقنا تحوى أصحاب الملايين وبرعاية دولة من أقوى الإقتصادات ىالعالمية…!!
لم اصدق ان هذة الحالات قريبة جدا كلها اكتار من محافظة الليث والجمعيات والكل ينام في المكيفات ويشرب الماء البارد
تحياتي لكل مجتهد