«قريض»

هو الاسم الشعبي لنوع من الحمص، كان له «شنة ورنة» لدى الأطفال في الأعياد بما يحتويه من حلويات وملبسات، لم يكن هناك خزنة أو «مخباة» أي جيب، أمّ أو خالة وعمة إلا وتحتوي على حفنة من القريض، والمكيال جمع اليد، تخصصت النساء بإهدائه، واسمه جاء من قرضه، البساطة التي افتقدناها أراها في «القريض»، على بساطته كان مصدر فرح في العيدية ولو قدمت بعضاً منه الآن لأحد أطفال اليوم لربما نثره في وجهك، وإذا كان من الأشقياء ربما أجبرك على أكله!
طفل اليوم، عدا أطفال الفقراء بالطبع، أصبح صعب الإرضاء. يذكر صديق محظوظ بحب الفقراء والسعي لأجلهم فرحة أطفال أيتام حرص أحد المحسنين أن يرسل إلى منزلهم فاكهة، بعضهم لم يتعرف على أنواعها. بودي أن أعايد أخي أبا محمد الذي يرفض ذكر اسمه، هو وكل صاحب وصاحبة قلب رقيق يعطف على المساكين ويبحث عمّا يسعدهم، من الصغار والكبار كل بحسب جهده ومكانته، أقول كل عام وأنتم بخير… كل عام وأنتم أكثر نشاطاً وعزماً. لا يكتفي أبومحمد بالذهاب بنفسه لتوزيع الصدقات، بل يأخذ أولاده الصغار معه ليتعلموا… ونعم التدريب. وكلما عانق فرحة أيتام ومعوزين هاتفني لأشاركه فرحته، أغبطه فرحاً معه وأعلم كم أنا مقصر.
ومن هدايا الأعياد ما كان يأتي به الحجاج… زمان، «سينما أول»، منظار بسيط مقرب تحشر فيه اسطوانة ورقية حاوية صوراً ملونة لمكة المكرمة والمدينة المنورة كانت ملونة وكل شيء حولك بالأبيض والأسود، ومن يحصل عليه من الأطفال «يزمر» على أقرانه. الآن الطفل لم يعد يرضى إلا بجوال من آخر طراز، على رغم مخاطره، وإذا امتنعت عن الاستجابة لطلبه نظر إلى محيطه المترع بجوالات الأطفال شاعراً بالنقص، أما الأكبر سناً فلا بدّ من حاسب محمول، وقد لا يسعدهم.
أظن، والله تعالى أعلم، أن فقدان البساطة يسهم في فقدان لحظات السعادة… كأنها تتآكل، وعندما أرى ما يتوافر لأطفال اليوم من إمكانات وألعاب وخلافه، أجزم انهم لا يغبطون عليها، امتد الأفق من المتاح بالنسبة إلى الطفل وصار أكثر وعياً بمحيطه بل بالعالم من حوله، ما يجعله غير راض بما بين يديه.
كل عام وأنتم جميعاً بخير، أمتنا بمنة المولى أفضل حالاً وبلادنا أكثر استقراراً وعزة ونمواً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على «قريض»

  1. فقدان البساطة يسهم في فقدان لحظات السعادة… كأنها تتآكل، وعندما أرى ما يتوافر لأطفال اليوم من إمكانات وألعاب وخلافه، أجزم انهم لا يغبطون عليها، امتد الأفق من المتاح بالنسبة إلى الطفل وصار أكثر وعياً بمحيطه بل بالعالم من حوله، ما يجعله غير راض بما بين يديه
    ـــــــــــــــــــــ
    أحييك أستاذنا الفاضل..
    ليس الأطفال فقط إنسان اليوم لم يعد يرضيه أى شئ
    وهو دائماً طامحاً لكل ماهو متاح وغير متاح حوله مما أدى إلى عدم الشعور بالرضا

  2. أبوسلطان كتب:

    هناك أباء يعلمون أبنائهم بالمناسبات ((( كما قال العالم الجليل محمد بن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة ) كنا نحفظ الأحاديث والقرأن بالمناسبة … كيف اذا قدم الحج قاموا بحفظ الأيات والأحاديث المرتبظة به وكذا في بقية المناسبات … أقضد الأباء المدركين القليلين جدا يفعلون الأتي يوم العيد يذهبون بالفظرة ( الزكاة ) ألى محتاجيهم وأطفالهم معهم حتى يشاهدو قمة الفرحة ( عند المحتاج الحق ) وأيام العيد يخصص ساعة للأ طفال الذين اشتد العوز بأبائهم ويعطيهم مما اشترى ( لأبنائه ) من واجبات العيد ….. السبب للجميع … والله على ما أقول شيهيد .. حتى يعلم ويشاهد أطفاله . أطفال مثلهم لا يملكون شيا من فرحة العيد .. وهذا درس بليغ . للبليغ . من البشر .. م. ص. د.ه..

  3. Saoud كتب:

    يسعدني أن أعايدك وأعايد أمتنا الإسلامية وكل المسلمين في أرجاع العالم كل عام وانتم بخير
    أعجبني ما خطته أناملك الذهبية تحيتي لك وللجميع

  4. سليمان الذويخ كتب:

    يا اخي الكريم ليش نجتر الماضي؟
    هل لحلاوة الماضي
    ام ان الحاضر اضحى علقما لا يستساغ ؟

    آلمتني بموضوعك هذا فأضطررت الى الارتجال
    ————-
    لو كان لي امنية بأن يعود بي الزمان
    لقلتها امنيتي لو كان بالإمكان
    اعود للوراء ساعة يام كانت جلسة في ردهة الدكان
    يجتمع الصبيان … يضاحكون بعضهم لا نعرف الأحزان
    لا نعرف المظاهر الخداعة
    لا نعرف النصب ولا المداهنة
    امورنا بسيطة بسيطة ابسط مما كان
    ننسى الخصام حتى اننا ننعم بالنسيان
    تريد منا ان نعيش في سعادة في هذه الايام !؟
    نسيت ان الهم فينا مختف كأنه الألغام
    نسيت ان المر صار مطعما ومشربا لمعظم الأنام !
    نسيت حال الناس في معاشهم كأنه الأحلام
    لا لن اعود للوراء فليس ذاك مطلبي وليس بالإمكان !

    ايه اجل صفت على القريض !

    دمت بخير وقرضتك العافية ( عافيتنا طبعا )

  5. مواطن كتب:

    الزمن تغير واللي كان يعجب أباءنا ما كان يعجبنا واللي يعجبنا مايعجب أبناءنا لكل زمن أدواته .. زمان كان الناس لسا قلوبها صافية أو بكر لما تعرف الطمع والحسد وعدم الشبع وكان العيون مليانه بالقليل … لكن الان تفتحت الاعين والانفس وطمعت الي كل شي ..
    عني انا ما أذكر اني اخذت عيدية فلوس الا قليل أكثر عيديتنا حلاو صعو وقريض وبرميت .. بس احلا شي كان عيد الاضحي لان مانشوف الذبايح الا فيه ..
    بها الزمن فقدنا فرحه العيد لان صار كل شي متوفر لنا طول السنة ماعاد نحس بقيمة الجديد وفقدنا اللمة بين الناس مع انها موجودة الان ولكن بصورة تمثيلية أو متصنعه من الكل
    كل عام وانت بخير ابو سعود وعيدك مبارك وينعاد عليك

التعليقات مغلقة.