(هل سقطنا في الحفرة؟)

ألححت في ما أكتب منذ سنوات بضرورة تدخل الجهات والمؤسسات المالية في أزمة سوق الأسهم السعودية… وقبلها حذرت من نصائح البنك الدولي وصندوقه، فلم أعد أتذكر عدد المقالات، الآن «تبقشت» الأمور عالمياً، أي ظهر ما في «البقشة». من انصاع إلى نصائح البنك وصندوق النقد الدوليين، وبياناته المحركة والموجه، لعلهم ان يتفكروا قليلاً في ما حصل، وما كان يجب أن يحصل.
من غير المفيد الحديث عن مؤامرة مالية أميركية على العالم أو على الفوائض المالية للدول المصدرة للنفط، الواقع كما يخيل إليّ أن كل جهة تبحث عن مصالحها، وتحدد «هي» أفضل الأساليب لحماية هذه المصالح ولو على شكل استشارة، فإذا سلمتها رقبتك يقع اللوم عليك. لنأخذ مثالاً… طازجاً:
في تاريخ 22 آب (أغسطس) من عام 2007 نقلت وسائل الإعلام ومنها قناة cnn تحذيراً لصندوق النقد الدولي ولأن الموضوع حيوي، أطلب من القارئ الصبر وقراءة الخبر.
«حذر صندوق النقد الدولي الثلثاء، من استمرار الاختلال العالمي في النمو، خصوصاً بين مجموعة من الدول التي باتت تتمتع بفائض مالي كبير، كالدول النفطية والدول الأوروبية والصين، وبين دول أخرى تحتل منزلة متقدمة في الاقتصاد العالمي كالولايات المتحدة.
وأبدى الصندوق خشيته من تعرض الاقتصاد العالمي لعملية تصحيح قاسية وغير منظمة، تؤدي إلى الكثير من الخسائر إذا لم يتم ترشيد هذا الخلل. وجاءت تحذيرات الصندوق في بيان أصدره بعد مناقشة مجلسه التنفيذي لتقرير الخبراء حول المشاورات المتعددة الأطراف، التي ضمت كلاً من: الصين ومنطقة اليورو واليابان والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة… ولفت الصندوق إلى أن الاختلال العالمي أصبح في تفاقم مستمر طوال خمس سنوات تقريباً قبل بدء المشاورات، «بسبب عجز الحساب الجاري الخارجي الكبير في الولايات المتحدة والفوائض المقابلة في الحسابات الجارية لدى بلدان أخرى»، وقال إن الدول المشاركة في اللقاء أكّدت أن تقليص الاختلال العالمي، «يمثل تحدياً متعدد الأطراف كما يمثل مسؤولية مشتركة، وأقرّت بأن زوال هذا الخلل على نحو منظم سيعود بالنفع على جميع أعضاء الصندوق» (انتهى).
هذا التحذير أو التوجيه بالأصح، خصوصاً أن نتيجته «إقرار بمسؤولية مشتركة!»، تمّ في شهر آب (أغسطس) قبل الماضي، وهو يحث على توجيه السيولة الى السوق الأميركية، نعلم الآن ماذا حدث للسيولة التي احترقت.
حسناً… هل كان صندوق النقد الدولي يعلم بما سيحدث في السوق الأميركية؟ الجواب على هذا السؤال الآن لم يعد مهماً، المهم انه ثبت بدلالة البليونات التي «باحت» انه إما لا يعرف أو يغش، وفي كلتا الحالين ينبغي الحذر منه ومن مدرسته…، وللفائدة يمكن العودة إلى ما قاله عن هذه المؤسسات جوزف ستيغلز والى مقالات كتبتها بعنوان: «حفرة البنك الدولي وشقيقه ترحب بكم». العجب العجاب الذي لم يلتفت إليه كثيراً ان خطة الانقاذ الأميركية استثنت الاستثمارات التي تعود الى حكومات أجنبية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

9 تعليقات على (هل سقطنا في الحفرة؟)

  1. والله مللنا مما تقوم به مؤسسة النقد لدينا.. فهي تعتقد ان نجاح سياساتها في العقدين الماضيين دليل على ان ما تقوم به هو الاسلوب الامثل للمستقبل أيضا..

    مدخرات الوطن وثروته معرضة لخسائر كبيرة بسبب تعنت المسؤولين في المؤسسة واعتقادهم بأن الاقتصاد الأمريكي إله لا يمكن أن يسقط! اكثر من ترليون ونصف ريال سيختفي نصفها او اكثر اذا ما استمرت مؤسسة النقد في ربط احتياطياتنا بالدولار.. سواء على شكل سندات خزينة او غيرها. دول الخليج مثل الإمارات والكويت تكاد تمتلك نصف العالم باستثماراتها الفعالة.. ونحن نضع مصير ثروتنا في أوراق مالية مهترئة…

    والأدهى من ذلك والأمر.. أنه لا توجد أي شفافية يعلم من خلالها الشعب مصير ثرواته.. وأين هي.. وكم الخسائر..

  2. مواطن كتب:

    والله ان اشوف ان هالشي مدبر عشان يمتصون الفوائض الكبيرة اللي جنتها دول النفط من ارتفاع البترول ويرجعون الاموال لهم وزي ما انت عارف بلعبه بسيطة من محاسب محترف يطلع البنك خسران وهو رابحان باللعب في المعايير والنسب والا معقولة امريكا ماتدري ان البنوك عندها تجاوزت الحدود الحمراء في الاقراض والرهن العقاري ؟واسعه شوي .. وانا اعتبرها زي عملية 11 سبتمبر فيها غموض وشبهه تخطيط خفي من امريكا .

    الان ماعاد يفيد الندم فوائض الدولة طارت وبترولها طار ببلااش واموال الاجيال باح صارت سراب ولا اظن فيه فايض هالسنة بالميزانية ومع هالخساير في العالم اظن بينزل البترول تحت الاربعين دولار . وسوقنا اليوم منهار 733 نقطة حتى كتابة ردي هذا ولا فية طلبات شراء وكل الاسهم نسب احمر وسلم لي علي محافظ مؤسسة النقد ووزير المالية النايمين بالعسل

    والله يستر علي فلوسنا بالبنوك لا تروح شكلي بسحبها واحطها عندي في البيت ماتدري وش يصير بكرة ربعنا ما يعتزي بهم ضيعوا البلد وبكل تصريح يطلعون يقولون لدينا الوسائل الكفيلة بمنع الاضرار واستثمارتنا مضمونه وكل هالحكي الشعب ماعاد ياخذ منه معقولة كل العالم تضرر الا حنا وش هالمبدعين الماليين عندنا اجل

  3. دهام بن دواس((منفوحه)) كتب:

    يعني راحت فلوسنا

    حرمونا منها , لا وظائف لا اقتصاد لاشيء

    سرقوها مناوسرقوها منهم

    نعم نحن سقطنا في الحفره

    ولكن حفرة نهاية القصه

    البلد يغرق والكل يتفرج

  4. متثمر طفران كتب:

    اتمنى من كل قلبي ان تفهم الدروس وان لانلدغ من كل جحر عشرين مره
    لماذا نسقط في الهاويه ونحن نعلم
    وانا في ضني ان موضوع افلاس بنوك امريكيه انما هي خطه داخليه امريكيه لان اليهود اشطر من الجميع .
    لانهم يعلمون مسبقا عن هذه الازمات بسبب سياسات القروض والرهن الغبيه واللتي لايستفيد منها سواهم لان امولهم محفوظه وعمولاتهم تتضاعف من الصفقات
    وفي الاخير يتم تقسيم البنوك الخسرانه ووضع مابقي من ميزانيتها في بنوك اخرى

  5. فضل الشمري كتب:

    يامرحبا بالحبيب أبوسعود , كل عام وأنت ترفل بالخير والمسرات أنشالله , قرأنا لك الكثير من المقالات عن البنك الدولي عبر جريدة الحياة وجريدة الرياض سابقا ولكن يبقى سؤال عن الثروات التي هلت على منطقة الخليج في السنوات ألاخيرة بسبب أرتفاع سعر البترول و حيث نشهد أنتقال للسيوله النقديه الى هذه المنطقه بطريقة سريعه وبكميات كبيره مما جعل الكثير من الدول الكبرى تعيد حساباتها وتشهد الكثير من التقلبات الحاده في أقتصادياتها بسبب هذا التحول النقدي الى دول أخرى !!! المراقب والمتابع يجد أن هناك أسعار عاليه وغير معقوله لسعر البترول وهذا مانتج عنه وسينتج عنه الكثير من ألانكسارات الحاده في أقتصاديات بعض الدول المتضرره من جراء تحرك السيوله وأنتقالها بطريقه سريعه لدول أخرى !!! في السعوديه كان هناك تضخمات أبتلعت الكثير من هذه السيوله ولم يستفد المستهلك في السوق السعودي كثيرا من هذه الثروة المنتقله حديثا الينا ولذا كان من الطبيعي أن يحدث شيئا ما في أقتصاديات دول أخرى ذات أرتباط وثيق بأقتصادنا وبعملتنا النقديه !!! شكرا لك أستاذ عبدالعزيز , وقتا سعيدا لك وللجميع أنشالله , تحياتي …!!!

  6. سليمان الذويخ كتب:

    تحية لك وللجميع
    اي اجراء نتخذه الآن نحو طرد اي موظف تابع للبنك الدولي او حتى فروع الأمم المتحدة
    اثق تماما بأنه لا يعدوا ان يكون صدودا عن الشامتين في وقت العزاء

    هذه المنظمات لما قلنا في السابق انها تجسسية كنا نقولها بتردد تردد ليس على قنوات عرب سات
    بل على قنوات يقين تام بأن لا ينفع البلدان الا اهلها
    قضية خبراء يدفعونهم الينا ليتبرطعوا في رواتب تصل الى 80 الف ريال في الشهر مقابل ورقة او ورقتين يكتبهما من غير نفس على مدى 4 او 6 شهور فهذه ام المصائب
    ولعلك تتذكر مايكل باشا :)

    شكرا لك والى المزيد من الفكر التوضيحي التوعوي لا التأبيني !

  7. سلطان عبدالله كتب:

    كيف تطالبهم بانقاذ السوق وهم من اغرقوه فلم يبقى وسيله للقضاء على التضخم الا سوق المال وبمباركه وتنسيق مع هيئه السوق بسحب السيوله عن طريق تعميق السوق وهذا من تصاريحهم وليس من مخيلتي

  8. عبدالعزيز كتب:

    لن يلتفت احد الى نصائحك القيمة ولا لنصائح جميع الاقتصاديين المخلصين من التحذير من سياسة البنك الدولي الا اذا وقعت الفأس في الرأس.
    ومادام العساف والسياري موجودين لن يتغير شئ ابدا في السياسة المالية لدينا حتى لو اصبح الريال بدون اي قيمة تذكر !!!

  9. عادل صالح كتب:

    من المستفيد الأكبر من هذه الازمة الاقتصادية التي تجتاح العالم ؟

التعليقات مغلقة.