«لا» وحدها… لم تعد تكفي!

هل يواجه مجتمعنا السعودي حرب مخدّرات شرسة؟ وإلى أين وصل الحال بدفاعاتنا، ونحن نقرأ في الصحف عن جرائم شنيعة تتم بفعل تأثير المخدّرات، ثم هل تلك الجرائم المقلقة ازدادت أخيراً؟
من الصعب الإجابة بدقة على هذه الأسئلة، إلا أن الأخبار المفجعة التي نقرأ عنها بين فترة وأخرى تستدعي القلق.
لا بد أن هناك ازدياداً في تعاطي المخدّرات وترويجها لأسباب عدة، منها النمو السكاني مع نسبة مرتفعة لصغار السن… هم الأكثر استهدافاً، والهزات الاقتصادية، يضاف إلى هذا في الدائرة الأكثر اتساعاً توافر بيئات مجاورة تعاني من الفقر وعدم الاستقرار السياسي، مثل هذا الواقع يمثل أفضل قواعد الانطلاق للتهريب والترويج لاستهداف بلاد تعتبر نسبة المعيشة فيها مرتفعة مقارنة بما حولها.
ومن الأخبار أصبحنا نقرأ عن مواجهات شرسة بين رجال مكافحة المخدّرات وعصابات التهريب، استشهد فيها رجال أمن، حاولوا بصدورهم حماية البلاد من موجات السموم، ومع كل ازدياد في الكشف عن شحنات للمخدّرات تم صدها ووضع اليد عليها قبل دخولها البلاد نعلم أن ما تمكّن المهربون من إدخاله ربما أكثر من حيث الكمية.
هذا الواقع مع تشبّع دور المعالجة من الإدمان… يدفع للبحث عن أسباب التزايد وسبل المواجهة المستجدة، فلا بد من أن نتقدم في الشعارات والأدوات، لم تعد تكفي «لا للمخدّرات»، التي أطلقت منذ عقود، وقتها لم نكن نعرف من المخدّرات سوى حبوب السهر، كان الأكثر شبهة في استخدامها بعض سائقي المسافات الطويلة، الآن الأمر اختلف… تعددت الأنواع وفيها ما هو خطر من أول تجربة خطورة تتلف المخ، والخطر يأتي دائماً من أول تجربة.
أحد الإخوة المهتمين بالتوعية من أضرار المخدّرات تحدّث لي عن دور الأسرة في التستّر على حالات التعاطي والإدمان إلى أن تتفاقم لتنفجر بجريمة ضد أحد أفراد الأسرة أو زملاء العمل وربما مرتاد طريق ظنّ أنه في أمان، لكن كيف للأسرة أن تتعامل مع هذه الحالات؟ بحثت عن هاتف مجاني… متاح للــعموم للــتبليغ، لأضعه هنا لمزيد من الفائدة فلم يحضرني، ثم نظرت إلى أحــوال مســتشفيات العلاج فلم أتفاءل… صحيح أن هناك وعوداً… بقيت وعوداً؟
ثم إن من المهم دعم رجال حرس الحدود ورجال المكافحة، لا بد من أن يكون هؤلاء في أفضل حالاتهم، فهم على خط النار ضد عدو شــرس، خصوصاً مع فقر وأزمات مالية يُتوقّع معها ازدياد شراسة هذا العدو.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «لا» وحدها… لم تعد تكفي!

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    كلام صحيح الخطوة الاولى من البيت الله ينور عليك استاذي الكريم ويجعلها في موازين حسناتك .

  2. خالد كتب:

    مفروض بدل مايخوفون طلاب الإبتدائي من القبر يخوفونهم من المخدرات لأن ترك الواجب يمس الشخص وحده أما المخدرات فباب لايغلق …

  3. سليمان الذويخ كتب:

    البيت صح انا معك هو الأساس
    لكن اليوم الشارع له دور
    والا اصك الباب واسجن الولد ( ويرفع علي قضيه ويقولون ابوه مجنون شف كيف يعامله ) !!!
    المدارس لها دور
    والا كيف وصل التوزيع للمدارس الابتدائية والمتوسطه ومدارس البنات ايضا ؟؟!!
    اليس بسبب ان من يوجد معه شيئا لايفصل ؟!!
    اهم شيء يجب الا يغيب عن بالك هو المادة التي يغدق بها البعض على ابنائهم !!
    وعندما يقعون في براثن المخدر ويرغب في التمويل يسرق اهله وغيرهم !!
    امور كثيرة كثيره كان سبب التقاعس عن وضع خط مواجهة جملة رددها البعض
    ولا زلنا ندفع ثمنها : ( لم تصل لحد الظاهرة بعد )!!!! وعليك الحساب

التعليقات مغلقة.