لو أن معالي الوزير في أي وزارة، أو المسؤول الكبير في جهة ما، تابع ورصد رحلة قرار أصدره، لربما أسقط في يده… من النتائج.
بخلاف قرارات الترقية التي لها من يلاحق تنفيذها شخصياً، أركز على القرارات الأخرى التي تتناول لبّ العمل وأساس المسؤولية المكلف بها الجهاز تجاه العموم والمصلحة العامة. أيضاً تلك القرارات التي توجه بالتطوير والتغيير… وصولاً الى الهدف نفسه.
في بعض مكاتب الوزراء إدارات للمتابعة، إلا أنها تحولت لملاحقة غياب الموظفين وحضورهم أو شيء من هذا القبيل، وإذا رغب معالي الوزير في متابعة رحلة واحد من قراراته يقترح عليه أن يختار راصداً مستقلاً… على الأقل محايداً، أي من خارج المجموعة التي يجب أن تنفذ القرار، لأن المجاملات و «اسكت عني وأسكت عنك»، من «الإجراءات» الشائعة.
يبقى المسؤول محاطاً بدائرة أغلبها يحاول إرضاءه. في الحد الأدنى عدم إزعاجه. ومعلوم أن الأخطاء تزعج… وعدم تنفيذ القرارات أو تنفيذها في شكل ناقص… أيضاً يزعج، لا أحد يريد الظهور بصورة المزعج ولسانه! لذا ينحسر إبراز النقص مجاهرة وسط الدوام وبيئة العمل، اللهم إلا في مكاتب صغار الموظفين وشبابيك استقبال المراجعين… فلا يُرى شيء منه – أي النقص والخلل -، أو يعلن عنه في الدائرة الأصغر المحيطة بالمسؤول، في حين أن دائرة المجتمع تتناقله وتشتكي منه.
المسؤول الكبير في أحسن الأحوال مشغول، تدور في رأسه عشرات القضايا… يبتعد عن التفاصيل وأسلوب التنفيذ. إذا تذكّر قضية ما برزت أخرى. إنه يستأمن العاملين معه على أداء العمل… في الغالب هو من اختارهم… وحسن الاختيار ومحدداته قصة أخرى؟ كم من مسؤول عضّ أصابع الندم في من اختار؟ أما عند اجتماع وزير مع فريقه لمتابعة سير العمل وما تم إنجازه، فيمكن حرف توجه تفكيره ولو موقتاً على الأقل، ولهذه الجزئية المهمة أساتذة ودهاة!
والقصد أن صدور قرار لا يعني نفاذه، إذا لم يحرس ويتابع ويرصد إلى أن يصبح واقعاً، ومثل القرارات التعاميم التي تنثرها الفاكسات، ولديّ نماذج لكنني أتركها… الآن، حفاظاً على مواقع من اشتكى منها أو أخبر عنها.
***
هل تذكرون كل تلك الجوائز «الهالمية» (من الهلام)… التي تبارت في الحصول عليها بعض بنوك محلية، لا بد من أنكم تتذكرون إعلانات الصحف وصور تسليم جوائز من مجلات ومنظمات عن الأحسن أداء والأفضل والأكثر قبولاً و «جذباً». مؤخراً أصدرت مؤسسة التقييم الائتماني تصنيفها الجديد للبنوك، ومن عشرة بنوك محلية تراجعت ثمانية عن عروشها. مع هذا الوضع لن نرى جوائز ولا صوراً.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط