إذا تفهمت على مضض، ومع غصة بالحلق، علاقات لدول عربية مع الدولة الصهيونية فرضتها معاهدات وتوجه سياسي، فإنك لا تفهم درجة النوعية في هذه العلاقات. هناك اجتماعات واتصالات استخدمها ساسة الدولة الصهيونية ضد المصلحة العربية، وتجرى بين فترة وأخرى تسريبات، إما بتصريحات ملتوية أو بآراء يكتبها كتاب إسرائيليون، عما قاله سياسيون عرب للإسرائيليين عند إغلاق الأبواب! كلها أقوال تزيد من الشرخ في الصف العربي المنهك… بل من الفوضى العربية. ومع تراكم عقود من تجربة الاتصالات والاجتماعات… تلك، يرى المراقب أن لا فوائد سياسية منها. الجانب الإسرائيلي هو المستفيد… دائماً بالاختراق الممنهج، هو مستمر بتسريبات غالباً وتصريحات أحياناً في زعزعة الصدقية ومواقف دول عربية لها علاقات مع الكيان المعتدي، وهو ما يكلف ثمناً ينعكس على الاستقرار العربي.
المتأمل يرى أن حصر تلك العلاقات شبه المفروضة في حدود ضيقة ممكن ومقدور عليه، وبدل أن تحيد سياسات وقدرات دول عربية يمكن تحييد تلك العلاقات المفروضة، لأن وجهة النظر القائلة بالاستفادة منها لمصلحة القضية «المحورية» ثبت فشلها الذريع.
إنما ما لا يمكن فهمه واقع دول عربية لم تفرض عليها إشكاليات الحرب والسلام علاقات مع الكيان الصهيوني، ومع ذلك سعت هي إليها… من دون مبرر، فيظهر تصريح أن وزيراً لإحداها اتصل بمسؤولين صهاينة قائلاً أن لا مبرر لهم بالاعتداء على غزة! ما فائدة هذا سوى الظهور في مشهد الدماء وضخ مزيد من الضباب في موقف عربي، ومثلها دول عربية بعيدة جغرافياً عن الصراع العربي لها علاقات لا حاجة لها.
انتهت مرحلة مجاملة الغرب بإقامة علاقات مع الدولة الصهيونية وإذا كان هناك من موقف مسؤول يمكن البناء عليه، فلتبدأ تلك الدول بقطع علاقات فرضتها على نفسها أو تجميدها على الأقل.
ثم إن الإعلام الفضائي العربي مسؤول، إن من غير المسؤولية أن يسمح لوجهة النظر الصهيونية المعتدية أن تظهر وتمرر على المشاهدين العرب بكل ما فيها من مغالطات وخلط أوراق!
في كل هذا مساهمة كبيرة في التشويش والتأجيج بين مزايدين لا يقدمون سوى التصاريح الملتهبة للمقتولين والمقصوفين ومن تعلقت قلوبهم بما يحدث لإخوانهم، وبين لاهثين يتوقعون من مجرم نشأ على القتل والمجازر أسهم فيها آباؤه وأجداده أن يستحي. الخجل ليس وارداً في قاموسه مثلما هو غير وارد في قاموس المزايدين.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
مالم لم تفرضه اشكاليات الحرب والسلام …فرضته المزايدات
واسلوب التطاول خلف اكتاف المتجمهرين !
القضيه اليوم اصبحت خليطا يحوي العديد من المكونات ولعل السموم في هذا الخليط بدت نكهتها لا تخفى على احد !
تقول فلتبدأتلك الدول بقطع علاقاتها او تجميدها انت مريض او مصدع او يمكن بترشح نفسك للانتخابات القادمه —
جزاك الله على قلمك ومواضيعك واشعر احيانا بالالم لانك يصيح بمن لاحياة له والدليل كما قلت مرارا بفقدان الاحساس وعدم وجود الفعل وحتى التعليق من قبل المسؤولين على ما تثيره من قضايا في صميم حياتنا.
يحزنني ان ارى مجرمي الكيان الصهيوني (ارجو عدم ذكر دولة اسرائيل والاستمرار باستعمال الكيان الصهيوني او العدو المغتصب لزرعه في نفسية القارئ) يتحضرون اعلاميا لجريمتهم ولهم نغمة واحدة ونحن الجرب (ليس خطأ مطبعي) لنا اصوات نهاجم ونخون بعض (وان كان الكثير منهم خونة بما اثبتته الايام والاحداث وردة فعلهم على الجريمة) ومتحدثينا الرسميين لايملكون ابسط الارقام والحقائق لمقارعة كذب وتضليل العدو الصهيوني.