المحاسبة والملاحقة القانونية

الآن بعد توقف العدوان على غزة يمكن الحديث عن المحاسبة. نعم هناك أخطاء كارثية من السلطة الفلسطينية ومن «حماس»، والانشقاق الذي حصل ساهم إلى حد بعيد في زيادة الهوة بين الاطراف العربية. خالد مشعل قال بعد وقف اطلاق النار مثل ما قال حسن نصرالله بعد عدوان اسرائيل على لبنان، كان يتوقع ان يستمر العدوان ثلاثة ايام فقط. الملايين من العُزّل يعيشون على توقعات ومغامرات بعض ممثليهم.
ذكرتُ قبل أيام ان اللعاب سيسيل مع رصد مبالغ لإعمار الأرض المحروقة، وجاءت لحظة الحقيقة على أصداء قمة الكويت، صار هناك عامل جديد «ومغرٍ» لمزيد من انشقاق الصف الفلسطيني، وشرعت بعض القنوات الفضائية في البحث والتركيز على نقاط الاختلاف، وهو أمر يمكن تفهمه في العمل الإعلامي، إنما هناك ما هو أهم من الإنشاء والثرثرة وتفريغ الشحنات السلبية، خصوصاً مع حرقة تجاه الضحايا وغصة تراها في ما يُبثّ. هناك جانب حقوقي، الملاحقة القانونية لإسرائيل وتجريم قادتها والمطالبة بتعويضات مالية هي محطة البث المفيدة للقضية الفلسطينية. تخيّل معي لو ان كل قناة فضائية عربية خصصت ساعة يومياً للحديث عن الملاحقة القانونية مع المسؤولين في الجامعة العربية والمنظمات والهيئات الحقوقية التي أعلن بعض منها عن نوايا. ساعة يومياً للمتابعة، أليس هناك دور مفترض لوسائل الإعلام غير الهمز واللمز وترويج وجهات نظر طرف ضد طرف آخر أو محاولة إجهاض مبادرة تصالحية لأجل مزايدات جديدة لا تقبل تقديم أي تنازلات.
كثرة الحديث المتطاير عن هذا الجانب الحيوي (الملاحقة القانونية والتعويضات) تعني أن لا احد سيحمل الملف لنصل إلى نتائج وقرارات دولية. لدينا مثل شهير يقول «قدر الشراكة ما يفوح»، وربما يحترق.
هناك سؤال وجيه طرحته قناة «الجزيرة» على بعض ضيوفها، وهو لماذا يتحمل العرب تكاليف اعمار ما خربته الدولة الصهوينية؟ لماذا لا يجري ملاحقة الدولة الصهيونية جنائياً؟ خصوصاً أن لا ضمانات بعدم تكرار القتل والهدم، كان على المجتمعين في شرم الشيخ الذين تراكضوا من أوروبا أن يقدموا ضمانات وهم قادرون.
أبرز نقاط الخلاف العربي الحالي تنحصر في الشرعية الفلسطينية، ويظهر أن هذا الخلاف سيستمر إلى اجل غير مسمى. شخصية ابو عمار التي كانت تلعب على كل الحبال باستخدام ديبلوماسية القبل والتبويس… اختفت. الممثل الشرعي للفلسطينيين، هو بحسب اتفاقات عربية سابقة السلطة الفلسطينية الحالية. هناك من يقول ان التمثيل جرى اختطافه، إنما  لنعد إلى الهدف، وهو واقع الفلسطينيين ومستقبل قضيتهم بين تجاذبات دولية واقليمية، لماذا لا يتفق العرب على قيادة وممثل جديدين للشعب الفلسطيني؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على المحاسبة والملاحقة القانونية

  1. سليمان الذويخ كتب:

    حبيبنا …
    قبل كم سنه قام جيش حزب لبنان ايران برمي صواريخ وجعلها شرارة حرب..
    وبما ان الحرب اولها كلام .. كان ممثل ايران حسن نصر.. يلقي الخطب الثورية التي يطشر فيها لعابه حتى على لمشاهدين ببيوتهم
    وتحرك بني صهيون .. ومسحوا الأرض ودمروا البنى التحتية التي لم تستهلك بعد وبدعم من المملكة بنيت !!!
    وعندما لم يجدوا شيئا يدمروه انسحبوا وعادوا الى قواعدهم سالمين كمايقال !

    ويوم ركد الرمي طلع مجددا حسن نصر وسمى انسحابهم بعد اداء مهامهم انتصارا!!!
    ولك ان تعجب كيف يغطون الشمس بأصابع يد واحدة مرتعشه !

    وبما ان بعض الفلسطينيين تتجه بوصلتهم لإيران فقد نفذوا نفس السيناريو في غزة !
    اليوم يردد مشعل وهنية انهم انتصروا …
    وان وقف الحرب انتصار لهم
    يا الله !
    الا يكفينا مصيبة دماء الابرياء؟
    اليس هم مندفعوا ثمن مغامراتكم غير المحسوبة !!!؟
    الى متى وانتم تستغفلون البسطاء ؟
    اليوم يصرح احد قادة حماس بأنهم سيعوضون سكان غزة ب 37 مليون دولار
    اذا هذا هو ثمن دماءهم !!
    اين المليار دولار؟
    ومن اين حصلتم على 37 مليون دولار؟ من ايران ؟
    اما تهافت لعرب على اعمار ما دمرته الصهاينة فهو من اعجب العجب
    دمرت لبنان لنعيد اعماره وكأننا نحن من دمره !
    وتدمر غزة ونعيد اعمارها كأننا نحن الذين دمرناها !!!
    وكأن ليس لدينا مسيرة تنمية تحتاج منا للكثير من الأموال والمخصصات لتنفيذ الخطط!
    اليوم تتناقل بعض المواقع اكتشاف قيام بعض الفلسطينيي من اصحاب النفوذ بتأسيس شركات وهمية استعدادا لكعكة المليار دولار
    وربك يعين بس
    وسامحنا على الهيجان الحرفي الكلمي السطري الموضوعي :)

  2. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله. أبو أحمد
    صحيح هذا الفهم الخاطىء يجب يتغير تمامآ أى عقل هذا الذى يصدق كل ما.
    أقدم العدو الصهيوني علي هدم وخراب ودمار ما نبنيه في سنوات طويلة من الجهد والعذاب يدمر في ثواني معدودة كالسراب وقتل الأطفال والنساء والشيوخ
    وكل المدنين الأبرياء كل هذا يذهب هبائآ في أدراج الرياح لا والله حرام؟؟؟
    لبد من موقف صارم نحو هذا العدوان الغادر ومحاكمة كل مجرمي الحرب الذين دبرو خططه لهذا في أسرائيل والأن قبل فوات الأوان؟؟i
    وهنا شىء مهم للغاية ..كما يقول الكاتب.. يحفظه الله .
    كثرة الحديث المتطاير عن هذا الجانب الحيوي (الملاحقة القانونية والتعويضات) تعني أن لا احد سيحمل الملف لنصل إلى نتائج وقرارات دولية. لدينا مثل شهير يقول «قدر الشراكة ما يفوح»، وربما يحترق.
    هناك سؤال وجيه طرحته قناة «الجزيرة» على بعض ضيوفها، وهو لماذا يتحمل العرب تكاليف اعمار ما خربته الدولة الصهوينية؟ لماذا لا يجري ملاحقة الدولة الصهيونية جنائياً؟ خصوصاً أن لا ضمانات بعدم تكرار القتل والهدم، كان على المجتمعين في شرم الشيخ الذين تراكضوا من أوروبا أن يقدموا ضمانات وهم قادرون.
    أبرز نقاط الخلاف العربي الحالي تنحصر في الشرعية الفلسطينية، ويظهر أن هذا الخلاف سيستمر إلى اجل غير مسمى. شخصية ابو عمار التي كانت تلعب على كل الحبال باستخدام ديبلوماسية القبل والتبويس… اختفت. الممثل الشرعي للفلسطينيين، هو بحسب اتفاقات عربية سابقة السلطة الفلسطينية الحالية. هناك من يقول ان التمثيل جرى اختطافه، إنما لنعد إلى الهدف، وهو واقع الفلسطينيين ومستقبل قضيتهم بين تجاذبات دولية واقليمية، لماذا لا يتفق العرب على قيادة وممثل جديدين للشعب الفلسطيني؟ أنتهى …
    الله يعطيك العافية أستاذي الحبيب..إلى الأمام :

  3. والله مااااااااااااا فهمت ولاا شي بس مشكوووووووووووووورهـــــ

التعليقات مغلقة.