القضية ليست… «بعارين»!

ليس في العنوان انتقاص لدور السادة البعارين، فهو دور صبور ومشهود، خلقها الله تعالى لمصلحتنا، إذاً فالإنسان هو الغاية.
وعندما نسترجع قضية نفوق الإبل في السعودية، لا يمكن لنا إلا تذكر خلل في الجهة المعنية، ولا نعلم حتى الآن ما جرى لتصحيح الوضع؟ لكن القضية القديمة الجديدة أهم، لأنها تتعلق بالإنسان، وأخيراً توفّي أكثر من طفل وراشد في السعودية بسبب المبيدات الحشرية. الفوضى في سوق هذه المبيدات قديمة، وهي بأنواعها متاحة في الأسواق، ومعظم المركّز الفتاك منها لا يوجد على عبواتها تعليمات باللغة العربية، فكيف بالأوردية والهندية والبنغالية! ومن هذه الأنواع ما لا يستخدم في المنازل، لقوة فعاليته، هو يستخدم في المستودعات والصوامع، لكنه متاح لمن أراد!
مأساة الطفلين مسرة وميسرة اطلعت عليها من كتيب أعدّه الدكتور وليد فتيحي. مات الطفلان وهما في أمان الله بمنزلهما، لأن أحد سكان العمارة قام بوضع مبيد حشري فتاك في شقته وأقفلها ثم سافر، لست أعرف كيف تسربت رائحة المبيد للفتك بالأطفال… ربما من التهوية، المأساة لا يمكن أن يصورها لكم إلا والد مسرة وميسرة. وصف الألم بالتفصيل، انطفأ نور الطفولة بين يديه وهو لا يعلم السبب… إلا متأخراً، على رغم الأطباء والمشافي، وتوقفت القضية عند إيقاف صاحب الشقة…!
الاثنين طالعتنا «عكاظ» بخبر آخر مروع، أعادت للذاكرة حوادث أخرى، «توفي طفل يبلغ من العمر سنة وأربعة أشهر، وأصيبت أمه وشقيقه بحالة تسمم، إثر استنشاقهم رائحة مبيد حشري في منزلهم في جدة»، وأضافت: «الحادثة أعادت ذكرى حوادث المبيدات الحشرية التي شهدتها جدة خلال الفترات الماضية، كان آخرها وفاة الطفلين السعوديين مسرة وميسرة، وقبلهما وفاة رجل سوداني وامرأته إثر استنشاقهما مبيداً حشرياً كانا قد وضعاه في منزلهما في حي الهنداوية، كذلك وفاة الطفلين المصريين آلاء ودعاء، والطفلين اليمنيين إسماعيل وفاطمة».
«المبيد الحشري هو مبيد زراعي يباع على شكل حبيبات أو أقراص، ويستخدم – عادة – في المزارع وهو يحتوي على مركب Alluminumphosphate بنسبة 65 في المئة، ويؤدي استنشاقه إلى استفراغ وإسهال شديدين، وعند تعرض هذه المادة إلى الرطوبة تتفاعل مع الهواء لينتج من هذا التفاعل غاز الفوسفاين السام». لذلك أتوجه إلى وزير البلديات ونائبه مطالباً بالاهتمام بهذه القضية الخطيرة.